تتواصل عبر مدن ولاية بومرداس الكبرى حملة التنظيف التي شرعت فيها السلطات الولائية بالتنسيق مع الجماعات المحلية، الهيئات الإدارية وفعاليات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية البيئة وكذا مؤسسة «مدينة نات»، حملتها لتنظيف مدن الولاية وشوارعها من مختلف المخلفات اليومية التي ترمى عشوائيا خاصة من قبل التجار، لكنها بنظر البعض تبقى غير كافية في غياب الإجراءات الردعية ضد المخالفين.
حطّت حملة تنظيف المدن الكبرى ببلدية بودواو التي تعتبر من أكبر التجمعات الحضرية بالولاية تحت إشراف وتأطير مؤسسة مدينة نات المتخصصة في مجال النظافة بمشاركة عدد الشركاء على غرار السلطات البلدية، ممثلي ديوان الترقية والتسيير العقاري وعدة متدخّلين آخرين في محاولة لرفع مخلّفات الأكياس والقارورات البلاستيكية وعلب الكرطون، القارورات الزجاجية وغيرها من الفضلات الأخرى المرمية في الأرصفة ومجاري المياه عبر الطّرقات، والتي كانت في الكثير من الأحيان سببا في تجمّع مياه الأمطار وحدوث فيضانات عبر الأحياء السكنية.
الحملة وإن تركت استحسانا لدى المواطنين إلاّ أنّها تبقى غير كافية وسطحية في ظل حالة التهاون الكبيرة التي يتعامل فيها المواطن والسلطات المحلية على السواء مع ملف البيئة والنفايات المنزلية والصناعية وانتشار المفرغات العشوائية في كل زاوية من مدن الولاية نتيجة نقص الوعي من جهة وعجز السلطات المحلية في إدارة هذا الملف الشائك، حيث تعطّلت أغلب مشاريع المفرغات العمومية المراقبة المسجلة لفائدة البلديات نتيجة الاعتراضات وأزمة العقار، إلى جانب نقص العتاد المخصّص لعملية التنظيف ورفع القمامة ونقلها عبر مسافة بعيدة إلى مركز الردم التقني للنفايات بقورصو بالأخص بالنسبة للبلديات النائية المتواجدة بأقصى شرق وجنوب الولاية.