أمام التهاب أسعار الخضر والفواكه بأسواق ونقاط البيع بولاية بومرداس التي تجاوزت كل الحدود، وجد المواطنون هذه الأيام في منتوج سمك السردين بديلا مؤقتا نتيجة كثرة المنتوج وتهاوي سعره إلى ما دون 100 دينار في بعض المناطق، بمعنى اقترابه من سعر مادة البطاطا وأقل بكثير من بعض المواد الأساسية مثل الطماطم الطازجة التي تعدّت 170 دينار..
انتشرت في الأيام الأخيرة طاولات بيع سمك السردين بشكل ملفت في أغلب نقاط البيع وحتى على أرصفة الطرقات إلى درجة نافست فيها طاولات بيع الخضر والفواكه التي أصبح ينفر منها المواطن بسبب التهاب أسعارها على غير العادة. وقد وجد بعض الشباب البطّال في كثرة المنتوج الذي تعرفه الولاية في هذه الفترة من السنة المتراوح بين 40 إلى 50 طنا يوميا ـ حسب تقديرات مديرية الصيد البحري ـ فرصة للنشاط والكسب المادي، خاصة في ظلّ تراجع الأسعار إلى حدود 150 دينار وأحيانا أقل من ذلك مقابل إقبال كبير من قبل المستهلكين.
هذا وقد أرجع بعض المهنيين المختصين في الصيد البحري، أسباب وفرة منتوج سمك السردين هذه الأيام بأسواق بومرداس إلى طبيعة الفترة من السنة الممتدة من شهر أوت حتى حوالي نصف شهر أكتوبر المعروفة بكثرة الإنتاج لهذا النوع من السمك المتواجد في المياه السطحية، وبالتالي فهي مرحلة ظرفية سرعان ما تتراجع كمية المنتوج، خاصة مع بداية فصل الشتاء وتقلبات الأحوال الجوية لتعود مجددا ظاهرة الندرة الحادة والارتفاع الكبير في أسعار السمك بكل أنواعه.