تتواصل بدار البيئة لبومرداس فعاليات تظاهرة عيد العنب بمشاركة 70 عارضا يمثلون عدة ولايات مجاورة معروفة بإنتاجها الوفير والمتنوع، في مبادرة شكّلت ارتياحا كبيرا للمنتجين الذين وجدوا في المناسبة فرصة لطرح انشغالاتهم المهنية المتعلقة أساسا بإشكالية تسويق المنتوج وغياب وحدات التحويل في المجال الاقتصادي.
بعد التّذبذب والتردد في الحفاظ على استمرارية تظاهرة عيد العنب بولاية بومرداس التي دأبت على تنظيمها سنويا بلدية سيدي داود المعروفة بمساحاتها الواسعة من أشجار الكروم وإنتاجها الوفير بنوعية رفيعة، عادت مجدّدا التظاهرة لتستقر هذه المرة بعاصمة الولاية بحضور السلطات الولائية والمحلية في محاولة لإعادة بعث المناسبة وإيجاد فضاء يجمع المنتجين والموزعين، وحتى المستثمرين الراغبين في إنشاء وحدات في الصناعات التحويلية، التي كثيرا ما شكّلت اهتمام المنتجين نتيجة وجود صعوبات في تسويق المنتوج الكبير الذي تضمنه ولاية بومرداس سنويا، والمقدّر بـ 2 مليون قنطار بنسبة 40 بالمائة من الإنتاج الوطني.
وقد وعد والي الولاية خلال استماعه لانشغالات العارضين بمرافقة الفلاحين والعمل على تجاوز مشكل السقي الفلاحي، التسويق وحتى عملية التخزين بالعمل على تجسيد جهود الدولة في دعم القطاع الفلاحي، وهي وعود كثيرا ما سمعها المنتجون لسنوات وبالأخص عملية التسويق التي يتخبط فيها الفلاحون في هذه الفترة من جني المحصول، بدورها كشفت مديرة المصالح الفلاحية وردية بالعقبي في ردها على نقص غرف التبريد والتخزين، «أنّ مصالح قطاع الفلاحة وافقت على عدد من ملفات المتعاملين الاقتصاديين للاستثمار في المجال من طرف لجنة وزارية متخصّصة»، في حين يبقى مطلب إنجاز سوق للجملة خاص بشعبة عنب المائدة صعب المنال لتبقى سلسلة الإنتاج والتسويق تعاني الفوضى، وصعوبة ضبط كمية الإنتاج الفعلية.