أبدى سكان دائرتي البرواقية والعمارية بالمدية، حالة من الإرتياح حيال تشغيل خط نقل للمسافرين جديد يربط بين منطقة شومبلان بالمدية ومدينة بوقرة بالبليدة عبر الطريق الوطني رقم 64، والذي يمر عبر السلسلة الجبلية بالأطلس البليدي، بعدما كانت خدماتة تقتصر على نقل البضائع فقط بنسبة 90 بالمائة.
تشير معلومات محلية متوفرة بأنه فيما كان ينتقل هؤلاء ما بين المدينتين عبر طريق الشفة المحفوف بالمخاطر، بمساحة تقارب 100 كم، باتت عملية سفر هؤلاء اليوم في حدود أكثر من 50 كم فقط، بالرغم من صعوبة مسار هذا الطريق من إنحدارات شديدة وكثرة منعرجاته وضبابه وقلة الهياكل الحياتية، غير أنه في المقابل فيما كان يشهد هذا الطريق حالة من الشلل في فترة العشرية السوداء، قامت السلطات العليا بإعادة تهيئته وفتحه في عهدة وزير الأشغال العمومية السابق عمار غول بإلحاح من السلطات المحلية وبخاصة من طرف منتخبي بلديات العمارية، إذ صار اليوم بحق شريانا اقتصاديا، لكونه يعول عليه أن يبعث الحياة والأمل في العديد من الدشور والقرى المتاخمة لهذه السلسلة الجبلية، وبخاصة لدى أهالي بلديات بعطة والعيساوية وتابلاط وصولا إلى الأراضي الفلاحية الخصبة ببلدية العمارية وعرش بني يعقوب، مرورا بوسط الغابات الكثيفة.
يراهن قاطنو هذه التجمعات السكانية الريفية بامتياز على هذا المسلك الحيوي في اعادة الحياة والعيش الكريم إلى جبال المنطقة وفك العزلة عنها، مع تخفيف الضغط على طريقي شفة وتابلاط، إلى جانب تشجيع فرص السياحة وتنشيط الإقتصاد الجبلي، وتصريف السلع والفواكه ذات الجودة الكبيرة المنتجة ببساتين منطقة شومبلا ووزوة وأولاد ابراهيم والمتيجة نحوها.
على صعيد آخر، يرفض أصحاب حافلات النقل الجماعي للمسافرين ما بين الولايات بالطريق الوطني رقم 01 حمل المسافرين من البرواقية إلى المدية ودخول محطة المسافرين التي كبدت الخزينة العمومية مصاريف كبرى، حيث عبّر في هذا الصدد، استنادا لإحدى المواقع الإلكترونية، أحد طلبة المدرسة العليا للأساتذة بالأغواط والقاطن بمدينة المدية عن قلقه، مستغربا كيف أن حافلات النقل المتوجهة للأغواط وغرادية وولايات الجنوب صارت ترفض المرور بمدينة المدية، ضاربة بذلك القوانين المنظمة للنقل عرض الحائط، مؤكدا على لسان أقرانهم في صرخة «أليس من حقنا كطلبة وأساتذة مستقبل الدفاع عن حقنا؟»، لكوننا أصبحنا نعاني مشاق الركوب من وزرة والنزول بوزرة.. إذ ـ حسبهم ـ ما هو الدور المنوط بمحطة نقل مسافرين بولاية المدية في التخفيف من حالة قلقهم، بإعتبار أن هناك أكثر من 100 طالب وطالبة يدرسون بولاية الأغواط ويعانون الأمرين، وهل سيظلون يعانون من هذا المشكل العالق من منطلق أنه عند منحهم تذاكر سفر على أساس أن موقف النزول هو بهذه المحطة بعاصمة التيطري، غير أن هؤلاء يتعمدون إنزالنا قرب السد الأمني التابع للدرك الوطني بوزرة وفي أوقات متأخرة من الليل، بما في ذلك حافلات التي تشتغل بخط الشلف وبسكرة، حيث يضطر السكان المقيمين بعاصمة الولاية انتظار ساعات من الوقت من أجل السفر إلى مدينة المدية عند استئناف الحافلات من نوع طويوطا كواستر العمل، بدءا من الساعة الخامسة صباحا نحو المدية والبليدة مرورا بالقطب الجامعي بالمدية.
هذا وللعلم بأنه مع شروع السلطات المحلية بولاية المدية في التشغيل النهائي للطريق الإزدواجي وجب انتباه الجهات المختصة بتنقل المواطنين إلى مثل هذه المشاكل التي أضحت تنغص حياة الساكنة العمومية.