أزمة مطروحة منذ سبع سنوات والحل مؤجّل

انقطـاع المـاء كابـوس يــؤرق العائــــلات بتاكسنـــــة

جيجل: سهام بوعموشة

 شهدت ولاية جيجل هذه الصائفة إقبالا غير مسبوق  للمصطافين القادمين من مختلف الولايات لاسيما الشرقية منها بحكم قرب المسافة، وكان التوافد بالأخص من سطيف وميلة وقسنطينة لقضاء العطلة في جو عائلي هادئ.
أكّد لنا بعض المصطافين قائلا إنّ جيجل هي المقصد المفضّل لهم كونه يمكن العائلات الجلوس على شاطئ البحر أو السباحة في طمأنينة، بكل راحة دون مشاهدة بعض السلوكات غير الأخلاقية.
خلال رحلتنا لقضاء العطلة بجيجل، صادفتنا قوافل السيارات والحافلات التي تقل العائلات نحو ولاية جيجل للاستجمام والاستمتاع بزرقة البحر والسباحة فيه، والبعض الآخر لزيارة الأقارب بالريف نظرا لوجود الأشجار المثمرة، واستنشاق نسيم الجبال، وكذا الإغتراف من مياهها العذبة التي تخرج من الأرض.
 لكن ما ميّز صائفة هذا العام الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، ونشوب حرائق بمنطقة تاكسنة وما جاورها، ولا ندري إن كانت بفعل فاعل أو بسبب آخر، وهو ما حوّل عطلة البعض إلى كابوس واضطروا للعودة.
في اليوم الأول من وصولنا شبّ حريق ببلدية تاكسنة أتى على كل البساط النّباتي الأخضر، لاسيما وأنّ المنطقة تشتهر بأشجار الزيتون والتين، والإجاص والتفاح، ممّا تسبّب في إتلاف تلك الأشجار وهلاك منازل البعض.
وقد تسبّبت تلك الحرائق التي طالت عديد البلديات، في زيادة درجة الحرارة والرطوبة بسبب السدود التي تمّ إنجازها بعدة مناطق منها تابلوط.
 وبحسب «ليندة - ك» القاطنة ببلدية تاكسنة لـ «الشعب»، فإنّ المنطقة في السابق لم تكن تعاني من مشكل الرطوبة، بل كانت تتميّز بنسيمها العليل الذي ينعش الأنفس، قائلة في حديث لنا: «كنّا في السّنوات السّابقة نستعمل في فصل الصيف غطاءً خشنا بسبب البرد الذي يحل ليلا، ولا نستعمل أبدا المكيف الهوائي»، مضيفة أنّه ما دامت بلدية تاكسنة أصبحت تستخدم المكيّف الهوائي فلم يبق شيئا نتحدّث عنه.
نفس الأمر أكّدته لنا جارتها، التي اشتكت من معانات يومية من غياب الماء في الحنفيات لأكثر من ستة أشهر، قائلة إنّهم  يضطرون إلى استخدام كل الأواني لملء الماء حين يشترون صهاريج المياه، فتجدهم في سباق مع الزمن للمحافظة على قطرة من الماء كي لا ينفذ، خاصة وأن استعمالات الماء كثيرة في فصل الصيف من غسل وتنظيف واستحمام وشرب، وهذا ما وقفنا عليه بتكسانة.
 علما أنّه منذ زيارتنا للمنطقة سنة 2011 وجدنا نفس المشكل يعاني منه السكان، ولم يتم تسويته لحد الساعة بالرغم من أن المنطقة زراعية ورعوية وتحتاج للماء الضروري للحياة، كما أنّها عانت كثيرا خلال العشرية السّوداء ما جعل سكانها ينزحون نحو المدن.  
ما يجدر به التذكير، أنّ الجزائر جعلت الماء أولوية وطنية، للتصدي لشح الثروة من خلال البرامج المعتمدة بإنجاز محطات تجميع ومعالجة المياه المستعملة ومياه البحر، تصفية مياه الصرف، والحرص على ضمان السلامة الصحية لتنمية النشاط الزراعي، بحيث بلغت نسبة التوصيل بشبكات التزويد بالماء الشروب إلى 93 بالمائة ونسبة التوصيل بقنوات الصرف إلى 86 بالمائة.
 وبلغ متوسط استفادة المواطن اليومية من الماء الشروب 168 لترا في أكثر من 70 بالمائة من البلديات، وتبقى بلدية تاكسنة تعاني من مشكل الماء ما لم تتحرّك السّلطات المحلية لتسوية انشغال سكان المنطقة بشكل نهائ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024