يمارسونها الأطفال صيفا ببجاية:

إنتشار بيع فاكهة «الهندي» بأسعار معقولة

بجاية: بن النوي توهامي

يعتبر التين الشوكي أو ما يعرف بـ«الهندي» فاكهة محلية فريدة من نوعها، جدّ محبوبة لدى أغلبية الأسر ، إذ تعد كإرث خلفه أجدادنا، وبدأ في النضج هذه الأيام، الأمر الذي من شأنه إدخال الفرحة في قلوب العديد من هواة هذه الفاكهة اللذيذة التي تنمو بشكل طبيعي.
تتوفر منطقة القبائل على كمّ هائل من هذه الأشجار أو ما ينبغي تسميتها بـ«السياجات»، إذ تنمو على حواف الطرقات الريفية وتحيط ببعض المنازل، كما لو كانت راغبة في حجبها عن الأعين، وبالرغم ممّا ترمز إليه إلا أن المساحات المخصصة لها، عرفت تراجعا ملحوظا بسبب التنمية الحضرية العشوائية. وفي هذا الصدد يقول السيد جعفري من سيدي عبش، قديما كان للصبار استعمالات عديدة، فعلاوة على كونه فاكهة غنية يستفيد منها السكان وغذاء للماشية، فقد كان الصبار يلعب دور أسوار طبيعية تردع أي نوع من الهجمات، إذ أن القرى غالبا ما كانت تبنى في أعالي التلال لأسباب أمنية ليست بالخفية.
 كما أنه كان يستعمل لمكافحة ظاهرة التعرية، أو ما يعرف بالحت، نعم لقد عمد أجدادنا الذين لم يكونوا يقصدون المدرسة على غرس أشجار التين الشوكي، من أجل تثبيت التربة و منع انجرافها، ما يعد فكرة ذكية أثبتت فعاليتها، حيث تساهم هذه التقنية في تثبيت الأرض من دون أية مشاكل.
ولكن من المؤسف الإقرار أن الصبار قد فقد مكانته في أيامنا، وأصبح يقتلع ويرمى في النفايات، لتحل محله أسوار متمثلة في كتل من الاسمنت لا رونق ولا جمال لها، و لكن بالرغم من هذا، تبقى أشجار الصبار التي لا تزال واقفة تمتع الأنظار، خاصة عندما تزهر وتظهر ثمارها الأولى التي تطلق عليها التسمية العلمية “ الغذاء الوظيفي”، وهذا المنتج الزراعي البري بالإضافة إلى كونه فاكهة، فهو يملك فوائد واستعمالات طبية عديدة، ابتداء من فوائده المثبتة على البشرة ووصولا إلى فعاليته في معالجة داء السكري، مرورا بالعلاج الذي يمثله ضد الإسهال والسمنة المفرطة والاضطرابات الخاصة بالمعدة.
ومن جهتها الأستاذة عبلة تقول، ‘تجدر الإشارة إلى أن لكل جزء من أجزاء شجرة الصبار ( الثمار، اللحاء، الأزهار، الألواح) استعمالا معينا في الطب البديل، في بلدان أخرى على غرار المغرب وتونس، ويزرع الصبار في مساحات شاسعة يستخرج منها لاحقا زيت الصّبار، الذي يباع بأسعار باهضة في أوروبا، أما عندنا، فللأسف لا تستعمل هذه الزراعة إلا لغايات استهلاكية مصحوبة بمحاولة محدودة للتصنيع.
ومن جهة أخرى، يعتبر دخول موسم التين الشوكي، فرصة بالنسبة للأطفال الصغار وكذا الشباب الذين يسعون إلى جمع المال عن طريق بيع كميات كبيرة من هذه الفاكهة الغريبة، وهذه حالة وادي الصومام على سبيل غيرها من المناطق، حيث يقطف الشباب يوميا في الصباح الباكر، كميات معتبرة من التين الهندي، ويضعونها في دلاء لبيعها على حواف الطرقات، خاصة الطريق الوطني رقم 26 الذي يعبر هذه المنطقة من الشمال إلى الجنوب.
وفي بلدية تازمالت مثلا، يعد تسويق التين الهندي أمرا شائعا، حسب السيد بعلامي قاطن بالمنطقة، حتى أنه في الآونة الأخيرة تم، على حواف الطريق الوطني رقم 26، معاينة إنشاء عدد من نقاط بيع مخصصة لهذه الفاكهة الموسمية، نقاط بيع غالبا ما يعمل بها أطفال صغار ومراهقين وفي بعض الأحيان شباب، أدركوا المكانة التي يحظى به التين الشوكي لدى الأسر وأخذوا ذلك بعين الاعتبار، وعليه يقومون بوضع الفاكهة الشهية في دلاء للفت أنظار أصحاب المركبات، الذين غالبا ما يعجزون عن مقاومة رغبتهم في هذه الفاكهة الشهية فيترجلون من سياراتهم من أجل اقتنائها.
من جهة أخرى، نشير إلى أن  أسعار هذه الفاكهة قد عرفت هذه السنة، ارتفاعا محسوسا فقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 100 دينار للكيلوغرام الواحد، في حين لم يكن يقدر إلا بـ 40 دينار في الثلاث سنوات المنصرمة، فسعر  الدلو الممتلئ الواحد يقدر بـ500 دينار، في حين يبلغ ثمن الصندوق الواحد 700 دينار.
 وفي هذا السياق، صرح أحد سائقي المركبات الذين استفسروا عن الأسعار “ أليست هذه فرصة من ذهب لجمع المال ؟ و لم تتباين أجوبة معظم البائعين الصغار الذين هم في الحقيقة تلاميذ متمدرسون في عطلة، إذ صرح غالبيتهم،  أنهم في عطلة صيفية لمدة ثلاثة أشهر، وعليه فالبقاء من دون القيام بأي شيء، ورؤية الوقت يمضي دون استغلاله بما يفيدنا ليس بالشيء الجيد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024