مسؤولو ومؤطرو الجمعيات مدعوون لإظهار كفاءتهم في التسيير والحضور الميداني
يحمل الناشط الجمعوي خالد عمارة الجزائر في قلبه. ففي كل المحافل الوطنية والدولية ذات الصلة بالعمل الجمعوي وحركة المجتمع المدني إلا ويكون حاضرا من أجل إضفاء الطابع التمثيلي الملموس، سواء في الورشات المتعددة المنظمة لغرض التكوين داخليا أو إثبات الذات الجزائرية دوليا، رافعا الراية خفاقة في السماء، شارحا للآخرين الوثبة التي حقّقتها الجزائر على عديد الأصعدة، ووزنها في العلاقات الدولية باتجاه استهداف الأمن والسلم في العالم
في هذه الدردشة تناولنا مع الشاب خالد عمارة، العديد من قضايا الساعة منها المجلس الأعلى للشباب، الذي ستكون السنة الجارية موعدا لتنصيبه كإطار عام لصياغة سياسة شبانية في المجالات الأكثر علاقة بهذه الفئة، وضمن هذا السياق جرى الحديث عن واقع وآفاق أداء الجمعيات في الميدان.
وبخصوص المجلس الأعلى للشباب، يرى خالد عمارة عضو المكتب التنفيذي في جمعية نجوم الشباب التابعة لولاية الجزائر، والكائن مقرها بحي الإخوة بليلي بالجزائر الوسطى بأنه يجدر التذكير، بأن هذا المكسب مدستر وهذا في حدّ ذاته يترجم الحرص المسؤول الذي توليه السلطات العليا في البلاد لهذه الشريحة الحية في المجتمع.
وسيكون هذا المجلس فضاءً واسعا للشباب تتفق فيه عبقريتهم من خلال فرص الحوار المتاحة لهم لطرح انشغالاتهم والإستماع لاقتراحاتهم في إطار منظم وشرعي تقيّم فيه كل السياسات الشبانية المتبعة اليوم في شتى مناطق البلاد.
وسيذهب هذا المجلس إلى الشباب في الجزائر العميقة لمناقشة قضاياهم الآنية، والملحة في آن واحد، سواء في الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب، من خلال اللجان المشكلة لهذا الغرض والتي ستكلّف بمتابعة إنشغالات هؤلاء الشباب.
علما، أن الاتجاهات اليوم تُبنى على المتطلبات العلمية والتكنولوجية، دون أن ينسينا ذلك التركيز على تاريخ الجزائر، والذي يتطلّب حقّا منا المزيد من الجهد قصد تلقينه للأجيال الحالية، لتفادي ثقافة النسيان.. وإذكاء قيم نوفمبر لدى هؤلاء.
وأكّد الناشط خالد، «أننا ننتظر الكثير من هذا المجلس في طبعة جديدة، تختلف اختلافا جذريا عن الذي كان موجودا خلال التسعينات والذي تقرّر حلّه بصفة رسمية. وهذا بضمّ كل الكفاءات والمهارات القادرة على تقديم إضافة من أجل خدمة هذه الفئة وترك تلك البصمة المأمولة بارزة في نشاط هذا الهيكل الجديد، للانطلاق به إلى أفق واعدة يستطيع حقا حصر اهتمامات هؤلاء وضبطها بشكل محكم، تكون عبارة عن ملفات مُوثّقة تستند إلى منهجية صارمة في معالجتها حتى ترفع في صورة واضحة إلى الجهات المسؤولة من أجل البتّ فيها كون المجلس يتمتّع بذلك الطابع الإستشاري إلى جانب المؤسسات الإستشارية الأخرى الواردة في الدستور.
وأبدى خالد استعداده الكامل قصد تقديم تجربته التي اكتسبها في تسيير الشأن الشباني داخل الوطن، وخارجه كان دائما في مقدمة العمل الجمعوي الحامل لقيم إعلاء كلمة الجزائر في المحافل الدولية لتعزيز أواصر الصداقة والأخوة بين كل الشعوب التواقة إلى الحرية والتقدم وفي كل مرة تتاح له الفرصة يقدم صورة مشرفة عن الجزائر، وعطاء الإنسان الجزائري، عن طريق لباسه التقليدي الذي ما فتئ يثير إعجاب شباب تلك البلدان ومسؤوليها.
جنبا إلى جنب مع الشباب
يعتبر خالد نفسه نتاج الحركة الجمعوية التي ترعرع فيها، يدرك خباياها وخفاياها لذلك قرّر الالتحاق بجمعية نجوم الشبانية لاستكمال هذه المسيرة، وعرض خبرته على باقي الممنخرطين وهذا بعد خمس سنوات من تأسيسها في ٢٠٠٥.
في هذا الإطار يقول خالد، «إن رئيس الجمعية الحالي فاتح بن اسماعيل هو الذي بادر بفكرة التأسيس بغرض جمع كل الكفاءات الناشطة تحت لواء الجمعيات التي كانت هنا وهناك وقد كانت الأهداف واضحة في هذا الشأن منها ترقية النشاط الثقافي في الوسط الشباني، وتدعيم الصلة مع الشركاء المباشرين لمديرية الثقافة لولاية الجزائر، ومديرية الشباب والرياضة وكذلك السعي من أجل إعادة الاعتبار لأعمدة العمل الفني عن طريق التكريم، وكذلك تنظيم رحلات إلى كامل التراب الوطني لتعريف الشباب بكنوز بلدهم التاريخية والطبيعية.
هذا العمل ينجز دائما بالتنسيق مع الجهات التي نتعامل معها مباشرة، بعد تقديم الاقتراح في هذا الإطار.
وهكذا تكون هذه الجهات التابعة للسلطات العمومية هي الراعية الرسمية، وهذه الصيغة نتعامل بها مع شركائنا.
على مستوى مقرنا الكائن بالأخوة بليلي وفّرنا كل ما يلزم لشباب الحي والطلبة من انترنت ومساعدات ذات الطابع البيداغوجي بأسعار رمزية ونحن في تواصل مع هؤلاء يوميا.
الكرة في مرمى الجمعيات
وأكد خالد أن القانون ١٢ - ٠٦ الخاص بالجمعيات جاء لتنظيم هذا الفضاء الحيوي، وفق نظرة تستند إلى آليات دقيقة، تكون بمثابة ركائز قوية تمنع أي انزلاق، وعليه فإن الكرة في مرمى الجمعيات كي تتكيف مع النص الجديد والعمل بالوثائق من الآن فصاعدا، وهذا بالإستعانة بمحافظ للحسابات ليكون العمل في شفافية تامة، كما يمكن الاستفادة من الخبرات الأخرى.
والمسؤولية كل المسؤولية تقع اليوم على عاتق الجمعيات كي تستكمل هذا المسار التنظيمي والتشريعي الجديد، وتلتزم بكل ما ورد في هذا القانون من حيث المطابقة مع القوانين لتبرز قدرتها الكاملة على مسايرة الواقع الجديد، وهذا ما يستدعي الوقت الكافي لإنجاز ذلك، خاصة ما تعلّق بإعداة ا هيكلة الجمعيات من حيث الرؤية في التسيير وكذلك عملية التمويل التي تتطلّب وضوحا أكثر من ناحية المصدر.
الميدان المقياس الوحيد
الجمعيات مطالبة بأن تكون عنصرا فاعلا وهذا باقتحام فضاءات الحوار ومنتديات النقاش، وهذا ما ينطبق على ما يعرف بالديمقراطية التشاركية أو التساهمية.
وبإمكان الأعضاء البارزين في الحركة الجمعوية والمجتمع المدني والشخصيات المثقفة والكفاءات من حضور مداولات المجالس الشعبية البلدية، للوقوف على مدى الإلتزام باحترام المشاريع المسطرة.
بالإضافة إلى هذا، فإن مؤطري الجمعيات مدعوون إلى التكيّف مع المستجدات الراهنة وهذا بالاطلاع على القوانين المسيرة وكل ما له علاقة مع هذا الجانب، لتكون في مستوى الآمال المعلقة عليها، في مرافقة السلطات العمومية، ومساعدتها في تسوية ملفات وقضايا تتطلّب ذلك وعدم البقاء على الهامش في انتظار الإعانات المالية فقط، وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه الكثير من الجمعيات.
ويُحمّل خالد الأسرة مسؤولية ترسيخ قيم الثورة للأبناء، لأن المدرسة لم تعد قادرة على ذلك وما تقوم به في الوقت الحاضر غير كاف وعليهم الشروع في النشاط المكمّل مع المؤسسات التربوية، هذا ما نقوم به مع مدرسة «يوغرطة» بنقل التلاميذ إلى المتاحف وهذا نشاط يستحق كل التقدير والإحترام.
وما ننصح الشباب عليه اليوم هو التعلم من الكبار والاستفسار عن الأشياء التي يجدون صعوبة في فهمها، هذا ما يجعلهم أكثر إدراكا وفهما لهذا العالم وما يدور حولهم من تغيرات جذرية في شتى القطاعات ثم يكتسبون التجربة المرجوة في إدارة شؤونهم اليومية دون أي اتكال على الآخر، حتى وإن كان الوسط منفّرا وصعبا أحيانا، إلا أن إرادة معرفة الهدف المراد بلوغه هو الذي يؤدي حتما إلى التغلب على كل هذه التداعيات بفضل إبراز تلك النوايا الصادقة في الذهاب بعيدا.