تحسيس السكان بحماية التّراث العمراني
بادرت لجنة حي الإخوة بليلي التي يرأسها السيد قورطاع حمو بحملة تطوّعية لإعادة طلاء أجزاء من العمارات الممتدّة على طول الشّارع من رقم ٨٨ إلى ١٠٠ بشكل جزئي وكامل خصّ الواجهة والمدخل.
وحسب القائم شخصيا على هذا العمل، فإنّ ما أنجز حتى الآن من إعطاء صورة أخرى عن هذه البنايات إنما يندرج في إطار مبادرة ذاتية بحتة هدفها في الأساس تحسيس السكان بأهمية إيلاء العناية اللاّزمة للمحيط الذي يعيشون فيه، ومن واجبهم التحرك تلقائيا من أجل المنفعة العمومية الرّامية إلى خدمة المجموعة القاطنة هنا.
وبالرّغم من الإمكانيات المادية المحدودة ووسائل العمل البسيطة التي لا تتعدّى ٣ أدوات، فإنّ ما تمّ القيام به في ساعات معدودة يثير رد فعل مثمن، زيادة على انضمام البعض من النّاس إلى هذا المجهود الذي شمل حد الطابق الأول فقط بالنسبة لعمارات ٦ طوابق نظرا للعتاد القليل الذي يرقى إلى ما يعمل به المهنيون رغم ذلك، فإنّه أعيد تلميع صورة هذه البنايات على غرار ما كانت عليه من قبل من وضعية منفّرة بسبب الإهمال غير المبرّر الذي يشهده الحي، لولا المبادرات الخيّرة والفريدة التي تصدر عن رئيس لجنة الحي السيد قورطاع حمو من أجل الحفاظ على هذا الفضاء خاصة وأنّه بجانب وزارة السياحة والصّناعات التّقليدية يوميا تنتقل وفودا رسمية إلى هذا المقر ممّا يتطلّب عناية خاصة للحي من حيث النّظافة والديكور العام، وهذا ما هو قائم حاليا، بفضل التحرك العفوي للجنة الحي، في كل مرة تسجّل موقفا مشرفا لإعطاء تلك الصّورة الحقيقية عن الحي، وهذا من خلال إعادة التّشجير والطّلاء والتّنظيف. ففي هذا الشّأن تمّ وضع أحواض باطنية لاستقبال النّفايات، بفضل مساعدة مصالح بلدية الجزائر الوسطى ممّا خلّص سكان الحي من تلك الأكياس المليئة التي كانت تلقى هنا وهناك، مشوّهة المنظر العام، مع غياب ذلك السّلوك الحضاري لأفراد يقيمون بعاصمة البلاد.
كل هذه المظاهر السّلبية زالت نهائيا، ولم يعد لها أثر يذكر بفضل ما بذل من مجهود يبقى أنّ هذه العمارات في حاجة ماسّة إلى إعادة التّرميم داخليا وخارجيا، داخليا المياه المتسرّبة فعلت فعلتها زيادة على قيام أناس بتغيير الطّبيعة الهندسية لتصميم العمارة بإغلاق أروقة بالإسمنت المسلّح مع تحويرات غير قانونية، ناهيك عن الشّرفات التي يسقط أجزاء منها على رؤوس الناس والمركبات المتفرّقة، وهذا جرّاء الاستعمال المفرط للمياه عند سقي «المحابس» .
علما أنّ هناك مراسلتين بخصوص هذا الخطر الداهم، لكن لا حياة لمن تنادي مصالح البلدية المعنية مباشرة بهذا الأمر لا ترد، وكم من مرة حذّرنا من تداعيات انهيار أجزاء من الشّرفات على المارة غير أنّ دار لقمان ما تزال على حالها للأسف، وكأنّ الأمر لا يعني هؤلاء المنتخبين المشرفين على اللّجان المعنية بالتدخل في مثل هذه الحالات، وحتى الآن لا يوجد ذلك التّواصل بالرغم من ترك لهم رقم الهاتف النقال للاستفسار على الأقل عمّا ورد من معلومات، أو إيفاد لجنة تحقيق لإعداد تقرير مفصّل عمّا يحدث في هذا الشّارع، فإلى متى هذا الانسداد وعدم الرد على المواطن؟ ولابد من الإشارة إلى أنّ مكتب استقبال وتوجيه المواطنين ببلدية الجزائر الوسطى الذي يشرف عليه السيد حسين شيخي يؤدّي عملا جبّارا في التكفل بانشغالات المواطنين ومساعدتهم في تسوية مشاكلهم.