تشهد أشغال محوّل الطرق الأربعة ببجاية، المقرر تسليمه قبل نهاية الموسم الصيفي الجاري تأخرا كبيرا، وهو المشروع الذي شرع في إنجاز أشغاله منذ أعوام، وكل ما يمكن قوله بشأنه أنه لم يسبق لأية منشأة فنية أن واجهت هذا الكمّ الهائل من العوائق، فقد عرف تباطؤا معتبرا في الأشغال، ما دفع السيد الوالي باعتباره المسؤول الأول للولاية، إلى التدخل عن طريق قيامه بزيارة مفاجئة إلى موقع المشروع، حيث عاين خلالها وبكل أسف، غياب العمال عن الموقع وبالتالي التوقف الكلي للأشغال.
يعتبر بمشروع محول الطرق الأربعة بمدينة بجاية ذات أهمية قصوى، كونه سيساهم في تخفيف الاكتظاظ وفك الخناق على المدخل الرئيسي لولاية بجاية، إلا أن الأشغال به تعرف تأخرا كبيرا، وقد عبّر السيد الوالي عن استيائه الشديد فيما يتعلق بالتأخر الذي يسجله هذا المشروع، وهو ما جعله يتخذ بعض الإجراءات، بدءاً بتنبيه المسؤول عن المؤسسة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى المكلفة بإنجاز الأشغال، داعيا إلى بذل الجهود اللازمة لتعزيز الموقع بامكانيات بشرية ومادية إضافية، وكذا عن طريق تغيير آلية الإدارة والتسيير.
وأمام هذا الوضع الذي سينجر عنه تقييد مدينة بجاية لسنة إضافية، خاصة في موسم الاصطياف، وجه المسؤول الأول للولاية تعليمات مفادها مضاعفة عميات تفقد ومتابعة الأشغال بالموقع، وكذا برمجة جلسة عمل مع الرئيس المدير العام لمؤسسة «أنجوا» في أسرع الآجال، كما صدرت توصية بشأن إعداد جدول التدخل من أجل التمكين من رؤية واضحة للمشروع وتدارك التأخر المسجل.
وينبغي التذكير أنّ الدولة قد خصّصت غلافا ماليا قدره أربعة ملايير دينار، بهدف إنجاز هذا المشروع الذي من شأنه فك الحصار على بلدية بجاية، والذي يبقى من بين المشاريع الهيكلية التي أسالت الكثير من الحبر، بعد الطريق السيار الخاص بالولاية، فقد عرف تأخرا حتى قبل الشروع في الأشغال الخاصة به، والتي لم يتم الشروع فيها إلا في سنة 2012 بسبب معارضة سوناطراك آنذاك، والتي أدّت إلى التوقف الكامل للأشغال، حيث رأت أنّ هذه المنشأة الفنية كانت ستتعدّى على ممر الارتفاق الخاص بخطوط الأنابيب التابعة لها.
وفي النهاية تمّ تذليل العقبة، ولكن منذ ذلك الوقت عرفت الولاية تعاقب واليان اثنان، وبالرغم من ذلك لا يزال المشروع غير مكتمل ولا تزال تواجهه الكثير من الحواجز والعوائق اللامتناهية. هذا، مع الإشارة إلى أن مشروعا مماثلا ما كان ليستغرق أكثر من ستة أشهر للانجاز في بلدان أخرى.
وما من شك أنّ نجاح أي مشروع عمومي يعتمد على بعض الإجراءات، المتمثلة أساسا في التنظيم الجيد والصرامة والدقة في المتابعة، بالإضافة إلى عقد اجتماعات أسبوعية مع احترام الجدول المعدّ وكذا دفتر الشروط، وهذا ما تم التركيز عليه أثناء تنقل السيد الوالي إلى الميدان.
