اعتادت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أن تقلّص من عدد رحلاتها الطويلة الرابطة بن الجزائر العاصمة ووهران، إلى قطارين اثنين عوض الأربعة الاعتيادية، مبقية على قطاري الثامنة والثانية عشر ونصف، اللّذان تنعدم فيهما للأسف كل سبل الراحة.
كانت التجربة قاسية يوم الأربعاء الماضي لمستعملي رحلة الجزائر - وهران المنطلقة على الساعة ٣٠ : ١٢ سا، حيت شكّل القطار من مجموعة من العربات القديمة، أين انعدمت فيه ستائر النوافذ الواقية من الشمس، وحين وجد البعض منها فقد أكل عليها الدهر وشرب، فكانت رثة لحد رهيب.
هذا ناهيك عن انعدام النظافة في حمامات القطار، ممّا أجبر المسافرين على تحمل الروائح الكريهة منذ الانطلاق، وما زاد الطين بلة هو انعدام المكيفات الهوائية، الأمر الذي استلزم فتح النوافد للتهوية، وبالتالي دخول الغبار والأوساخ طيلة الطريق.
ولم يجد المسافر المغلوب على أمره سوى التذمر والتحمل وتفويض أمره لله، لا سميا وأن رد مراقب التذاكر على استفسارات بعض الركاب كان بعيدا عن المهنية واللياقة وحسن الخدمة التي من المقرر أن تقدمها الشركة لزبائنها، إذ قال بازدراء وتعال: «أنتم تعرفون أن هذا القطار بدون مكيف، فما كان عليكم سوى النزول وعدم مواصلة الرحلة فيه».
لكن يا سيدي المراقب، لم تترك الشركة للمسافرين الاختيار، فأنتم من قررتم تقليص الرحلات، فكان من السهل عليكم إيجاد عربات لائقة ومريحة، للتخفيف على الناس عبء السفر وهم صيام وفي هذه الأجواء الحارة الملتهبة، لا تقديم قطار مركب من عربات قديمة، تنعدم فيه أدنى شروط الراحة، لا يذكر فيها شيء ايجابي سوى حرس أعوان الحراسة على سلامة الجميع.
إنّ الصّوم إيمانا واحتسابا، ومع الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية يصبح إيمانا واحتسابا.