لازال سكان دشرة كوان (المعروفة بالشط) يتخبّطون في أزمة عطش حادة، رغم أنّ الولاية صرفت أموالا طائلة لإنجاز خزان عملاق ضمن مشروع القرن بالولاية انطلاقا من معالجة مياه البحر، الذي مازالت مياهه لم تصل هؤلاء البسطاء، الذين فضلوا الإستقرار بمناطقهم زمن الوضع الأمني الصعب.
متاعب هؤلاء تتفاقم مع كل فصل صيف، يقول هؤلاء البسطاء الذين يئسوا من الوضعية التي آلت إليها يومياتهم، حيث أخذ منهم العطش القسط الكبير من انشغالاتهم. كما يستغربون من بقاء الوضعية على حالها، في وقت أن مشروعا ضخما يتمثل في خزان مائي تم انجازه على مسافة لا تفوق 900 مترا عن مساكنهم ضمن سلسلة العمليات الخاصة بالمشروع القطاعي الخاص لنقل مياه البحر المعالجة من محطة ماينيس إلى باقي بلديات الولاية بأموال باهظة تحملتها خزينة الدولة، غير أنّ عملية ربط الخزان ذي السعة الكبيرة بشبكة نقل وتوزيع الماء لفائدة السكان لم تنفّذ لحد الساعة، ممّا زاد في استغرابهم وقلقهم، مطالبين الوالي الذي يتوسمون فيه خيرا نظرا لخرجاته الميدانية بالتدخل لإنقاذهم، خاصة بعدما ثبت أن الخزان به قوة ضغط كبيرة من مخزون المياه التي تصله من محطة المعالجة. زيادة على ذلك، فإنّ الكميات التي تخصّص لهذه الدشرة لا تكلّف الكثير كون أن الخزان يوجد في مرتفع يسهل عملية وصول المياه بدون معوقات ومشاكل تقنية تذكر، يقول محدثونا في عين المكان.
كما يتطلّع ممّن التقينا بهم إلى إنجاز مشروع الطريق الرابط بين واد الفضة ومنطقة الزمول مرورا بدشرة كوان، وهو مسلك حيوي من شأنه تنشيط الناحية الإقتصادية وفتح مشاريع هامة، ويربط واد الفضة ببلديات عين الدفلى ذات النشاط الفلاحي الكبير خاصة في الخضروات والفواكه، ممّا يخلق فرص يد عاملة نشيطة بالبلدية التي ينتظر منها حل معضلة الأراضي اليسرية، يقول فلاحو هاتين الناحيتين، وهي آمال معلّقة على السّلطات الولائية التي اطّلعت في وقت سابق على إمكانيات النّشاط الإستثماري والترفيهي بمنطقة ملتقى الوديان، الذي يجهل مصيره يشير محدّثونا من أبناء المناطق المعنية بمشروع الطريق.