بلدية برباشة

تاقصريت، برباقة ووادي الطاقة..فضاءات تستقبل يوميا المواطنين

باتنة: لموشي حمزة

ككل سنة يفضّل سكان عاصمة الأوراس باتنة خلال الشهر الفضيل والمتزامن هاته السنوات الأخيرة مع فصل الصيف التوجه إلى الأماكن التي تزيل حرارة الصيف وطول ساعات الصيام، حيث تشتهر ولاية باتنة بمجموعة من المناطق السياحية والطبيعية التي تحوّلت إلى متنفس حقيقي للعائلات الأوراسية وحتى سكان الولايات المجاورة إليها، ولعل الينابيع المائية الطبيعية أكثر هذه الأماكن استقطابا للمواطنين، حيث تشهد هذه المنابع المائية الطبيعية على اختلاف أماكن تواجدها وبعدها إقبالا منقطع النظير، حيث يتهافت السكان خلال الفترة المسائية التي تسبق الإفطار على أهم هاته المنابع وأكثرها راحة لقضاء أوقات ممتعة ولملء بعض الاواني التي أحضروها معهم بمياه تلك الينابيع للتلذذ بشربها عند الإفطار كونها مياها طبيعية وصحية وخفيفة، حسب ما أفاد به بعض من تحدّثوا إلينا في هذا الشأن.

لا يكاد يوم يمر ولم يحج المئات من المواطنين إلى عديد ينابيع باتنة رغبة في جلب المياه العذبة التي تتدفق من هاته المنابع لاستعمالها في الشرب أو في الاستحمام، خاصة وأنّها تتواجد بأعماق الجبال وفي الكهوف ووسط اخضرار دائم يجعل من متعة التواجد بها والاستمتاع بمياهها العذبة فرصة لا تعوض، حيث توجد أهم المنابع الطبيعية بباتنة بمناطق تاقصريت وبرباقة واد الطاقة، والتي يفوق تدفقها أكثر من 120 لتر في الثانية، حيث تعج هذه المنابع بالمواطنين منذ الساعات الأولى من الصباح لتعرف ذروة الإقبال في الفترة المسائية، حيث لا يجد الوافد إليها مكانا لركن سيارته نظرا للعدد الكبير للمواطنين الذين يتهافتون في طوابير طويلة لملأ قاروراتهم بالمياه الطبيعية الباردة، ومنهم من يفضل الاغتسال بها في عين المكان خاصة الذين يصطحبون معهم الأطفال.
أما منابع جرمة ومنبع رأس الوادي ببلدية معافة، فهي تتحول مساء كل يوم إلى مزار تقصده العائلات الاوراسية وبعض العائلات من ولاية بسكرة تتكبد عناء السفر ومشاقه خاصة في رمضان من أجل الوصول وملء الدلاء والقارورات الذي تعتبره العائلات التي تحدثنا معها بمثابة الدواء الشافي والماء الذي يروي ظمأهم بعد 15 ساعة من الصيام، وهذا نظرا لطعمه الرائع وخفته كونه يخرج من أعماق الصخور المتواجدة وسط البساتين.
 وقد أجبر التوافد الكبير للمواطنين على منبع رأس الوادي بمعافة البلدية على تهيئته وإصلاح الطريق المؤدية إليه مع تخصيص موقف للسيارات لتوفير بعض الخدمات على كثرتهم. أما ببلدية أولاد سي سليمان فقد أثبتت التجارب نجاعة المياه الساخنة لمنبع “قوشبي” في معالجة بعض الأمراض خاصة القصور الكلوي بإذابة الحصى المتواجدة في كلى المرضى كون مياه المنبع تتوفر على بعض المواد التي يستخدمها الأطباء في علاج المرضى من هذا الداء، كما تعتبر منبع نقاوس الساخن من بين أهم المنابع الطبيعية الصحية التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين على طول السنة، خاصة الذين يعانون من أمراض جلدية حيث يستغلون مياهه الساخنة والمليئة بالكبريت في الاستحمام بهدف الشفاء.
وعلى الرغم من ثراء ولاية باتنة بالمنابع المائية على اختلاف أنواعها الصالحة للشرب منها والصحية كذلك، فإن الزائر لها يتفاجأ بل يصدم لحجم الإهمال واللامبالاة المفروضة عليها من طرف السلطات الولائية والمحلية منها، خاصة ما تعلق منها بتهيئتها ببعض المرافق الضرورية كتعبيد الطريق وصيانة المنابع هذا الانشغال سجلناه عند العديد من المواطنين، الذين طالبوا الجهات الوصية الاستثمار في المنابع المائية خاصة في النشاط السياحي ومنح الشباب تراخيص للعمل في مختلف الأنشطة التي توفر خدمات يحتاج إليها قاصد هاته المنابع كأماكن التسلية والترفيه مثلا أو محلات بيع الأكل الخفيف خارج شهر رمضان طبعا.
ويفضّل سكان باتنة الهروب من صخب الحياة اليومية بالتوجه إلى المناطق الطبيعية في النهار، غير أنّ هناك من يفضّل قضاء السهرات الرمضانية في الحدائق والساحات العمومية وأهم الطرق الرئيسية بباتنة، على غرار ممرات بن بوالعيد، الصالح نزار وطريق بسكرة الذي يشهد كثافة غير مسبوقة خاصة في الأسبوعين الاخيرين بسبب تواجد عدد كبير من المحلات التجارية به الخاصة ببيع الملابس.
كما تشهد حديقة مسرح باتنة الجهوي انزالا كبيرا للعائلات الأوراسية عقب الإفطار لقضاء أوقات ممتعة والتلذذ ببعض المثلجات إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.
كما تعتبر حديقة التسلية لمباركية بجرمة أهم فضاء ترفيهي بالولاية على الإطلاق، حيث يستقبل يوميا الآلاف من العائلات القادمة حتى من ولايات خنشلة أم البواقي وغيرها مرافقة أبنائها لإمتاعهم بالبرنامج المسطر من طرف الحديقة، خاصة وأنها افتتحت ألعابا جديدة وبأسعار مغرية يجد خلالها الأطفال فسحة كبيرة للعب رفقة الأولياء مع التلذذ بطعم الشواء وبعض المكسرات والترفيه بعد قضاء يوم صيام طويل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024