يشهد ميناء بجاية نموا كبيرا وحيوية تجارية غير مسبوقة خاصة مع انفتاح السوق وبروز شركات اقتصادية كبيرة على الساحة الوطنية وحتى الأجنبية، الذين يفضلون التعامل مع مؤسسة ميناء بجاية نظرا للسمعة الكبيرة التي يتمتع بها، والتزام الادارة بالمعايير الدولية في تقديم الخدمات، وهو الأمر الذي كان له الأثر الأكبر على المتعاملين مع الميناء داخليا وخارجيا.
هذا الميناء التجاري الضخم الذي يعتبر عصب نشاط العديد من المؤسسات الوطنية الاقتصادية الضخمة، التي تريد أن تستفيد من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بعد إزالة العوائق الجمركية والعراقيل أمام السلع والخدمات الصناعية خارج المحروقات، على غرار الشركة المتخصصة في الصناعات الغذائية ''سيفيتال'' التي جسّدت استراتيجية الشراكة مع عدة دول بامتياز الشركة متخصصة في تكرير زيوت الطعام، السمن والسكر، تنتج ما يقرب من ١٠ ٪ من حجم أعمالها من الصادرات نحو بلدان المغرب العربي وإفريقيا وأوروبا والعديد من الوجهات، حيث تعد المنافسة السمة المميزة للشركة، إلى جانب شركة ''سيفيتال'' التي تمكّنت من اكتساح السوق الوطنية وعديد الأسواق الأجنبية.
شركة أخرى استطاعت أن تخطو في نفس النهج وهي شركة ''إيفري'' المنتجة للمياه المعدنية، المشروبات الغازية والفواكه وزيت الزيتون الصافي، حيث استطاعت هذه العلامة التجارية أن تكتسح المحلات التجارية التي تمثل اليوم من ٥ إلى ٨ ٪ من مبيعاتها السنوية، فبعد أن تمكنت في سنوات قليلة فقط أن تغطي ٥٠ ٪ من حصة السوق الوطنية، قرّرت التوجه نحو الصادرات الخارجية، وخاصة نحو فرنسا التي تتواجد بها جالية وطنية كبيرة، إلى جانب كندا، بلجيكا، بريطانيا، البرازيل، الامارات المتحدة ودبي، وكذلك مالي والسودان جينرال أومبلاج، شركة رائدة وطنيا في إنتاج الورق المقوى للتعبئة والتغليف، وهي في طريق توسيع تفوقها على المنطقة المغاربية، منتجاتها تعتبر من نوعية جيدة وهي تحظى بشعبية لدى المتعاملين الصناعيين لشمال إفريقيا.
نفس السمعة تحظى بها مجموعة ''عميمر للطاقة''، المختصة في صناعة المولدات الكهربائية وإنشاء محطات التوليد الكهربائية، تمكّنت المجموعة من تحويل صادرات المصنع لدول أخرى كموريتانيا، العراق وباكستان، ''الكترومال'' وحدة جديدة مختصة في إنتاج المصابيح الكهربائية الصغيرة ذات الاستهلاك المنخفض، حيث استطاعت بعد أربع سنوات فقط من إيجاد مكانة لها في السوق الوطنية، ما سمح لها بالتوجه نحو الخارج وتمكّنت من التواجد في تونس إلى جانب دول أخرى مثل السنيغال وموريتانيا، بالاضافة إلى وحدات أخرى متخصصة في تعبئة وتغليف المواد الزراعية كنبات الكبار، الفلفل وزيتون المائدة، الخروب إذ تمكنت من إبرام صفقات قليلة للتصدير نحو دول الاتحاد الأوروبي، ما يقرب عن ٨٠٪ من المنتجات الموجهة للتصدير خارج المحروقات تتم عبر ميناء بجاية، وهذا يبين مدى الأهمية الإقتصادية والاستراتيجية التي يتمتع بها هذا الميناء، وهو ما أهّله كي يحتل المرتبة الأولى وطنيا على الرغم من أن حجم الصادرات لاتزال متواضعة نسبيا، إلاّ أنّه يدعّم المصدرين من خلال ترويج المنتجات، الربط الشبكي، الخدمات اللوجستية، إدارة العمليات والتسهيلات الجمركية، فالاستراتيجية التي يتبعها ميناء بجاية تشكّل آلية فاعلة لتدعيم المنافسة الاقتصادية الوطنية، والمساهمة في دفع قاطرة التنمية للأنشطة التي تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والمحلي وتوفير مناصب الشغل.