أعرب المسؤول الأول لمديرية الصحة والسكان لولاية بجاية الدكتور حميسي عن رضاه في ما يتعلق بتقرير السنة المالية المنصرمة، وكذا مختلف الانجازات التي تم تجسيدها في قطاع الصحة على مستوى الولاية، حيث أكّد بالقول: «إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما كان عليه قطاع الصحة بولاية بجاية منذ بضع سنين وقارناه بالوضع الراهن، فما من شك أنّنا سنلاحظ أنه أحرز تحسّنا كبيرا ومعتبرا، ما تجسّد عن طريق فتح مختلف الهياكل الصحية الجديدة وتعزيز المستخدمين الطبيين»، كما أصرّ على تسليط الضوء على «الجهود الكبيرة المبذولة» من قبل مديرية الصحة والسكان ببجاية، وذلك من أجل إعادة تأهيل الخدمة العمومية للصحة، في إطار برنامج مدعّم باجتماعات تنسيقية وخطّة رصد ومتابعة المرافق الصحية الخاصة بالولاية».
وفقا لمحدثنا، فقد سمحت هذه الجهود بـ «إعطاء دفع جديد للخدمات العلاجية». ومن بين الإجراءات المتخذة من قبل مديرية الصحة والسكان للولاية، والرامية إلى الاستجابة لتطلعات المواطنين، فقد ذكر الدكتور حميسي من جهة أولى تحسين نوعية الاستقبال، ذات الأمر الذي أمكن تحقيقه حسب رأيه، بفضل تكوين الأعوان المخصصين لهذه الخدمة، وكذا استعمال التكنولوجيا المعلوماتية في تسيير الكمّ الهائل من المواطنين المتوافدين يوميا على مختلف الهياكل، بالإضافة إلى اعتماد تعليق الملصقات لتوصيل مختلف المعلومات للمواطنين المستخدمين». فضلا عن هذا، فقد أشار إلى أن المعالجة الفورية لمختلف العرائض وإعادة تأهيل المرافق قد سمحا بـتخفيف معانات المرضى.
من جهة أخرى، فقد قامت مديرية الصحة والسكان بهدف تحسين الخدمات العلاجية في مختلف الهياكل الصحية العمومية، بإعادة تنظيم مصالح الاستعجالات، وذلك قصد التمكين من التسيير الفعال لتدفق المرضى، وكذا تسيير الفرز والتكفل بحالات الطوارئ التي تعتمد فيها حياة المرضى على نوعية الخدمات.
وتجدر الإشارة إلى أن مصالح الاستعجالات كثيرا ما تكون موضوع انتقادات حادة من قبل المرضى، الذين يشكون من النوعية المتدنية للخدمات والفوضى التي تعم على مستوى أقسام الطوارئ، وفي هذا الصدد، أراد الدكتور حميسي إضفاء الطمأنينة عن طريق الإشارة، إلى أنه من شأن التنظيم الجديد لمصالح الاستعجالات فرض النظام والتمكين من التكفل الأحسن بالمرضى.
استلام العديد من الهياكل الجديدة
إلى جانب هذا، فقد أشار الدكتور حميسي إلى أن مديرية الصحة والسكان للولاية جد راضية، بحالة الأماكن الخاصة ببرنامج التنمية المتعلق بإنجاز مختلف الهياكل، على غرار تدشين جناح الاستعجالات الخاص بالمؤسسة العمومية الاستشفائية أكلول علي بأقبو مؤخرا، والذي يتوفر على 60 سريرا، ما أدى إلى فرحة السكان المحليين الذين لا طالما انتظروه.
كما عرف قطاع الصحة الخاص بولاية بجاية استلام مركز التصوير الطبي بالمركز الاستشفائي الجامعي ببجاية،ومشروع توسيع المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بإلماتن والعيادة المتعددة الخدمات بفرعون، بالإضافة إلى مقر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بخراطة، مع الإشارة إلى أن الدكتور حميسي استغل هذه الندوة للتنويه بعديد المشاريع التي سيتم استلامها في أيام قلائل على مستوى الولاية، على غرار توسيع مصلحة الأمومة الأم والطفل»، المرتبطة بالمركز الاستشفائي الجامعي لبجاية، وذلك عن طريق تزويدها بـ140 سرير إضافي، وتسليم المركز الجديد لنقل الدّم والكائن بسيدي علي لبحر، بالإضافة إلى مقرات المؤسسات العمومية للصحة الجوارية الخاصة بكل من سيدي عيش والقصر وأدكار. وفضلا عن كل هذه المشاريع، مشاريع أخرى طور الإنجاز سيتم استلامها في غضون الأشهر المقبلة، حيث تترواح نسبة تقدم الأشغال الخاصة بها بين 70 و95 بالمئة.
ويتعلق الأمر وفقا لما صرّح به الدكتور بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بواد غير، والمؤسسة العمومية الاستشفائية بسوق الاثنين، والمؤسسة العمومية الاستشفائية بتازمالت، وكذا العيادة المتعددة الخدمات بكل من بجاية وخراطة ومقر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بصدوق.
التكوين شبه الطبي في تطوّر
وتوازيا مع مشروع التنمية ونشر مختلف الهياكل الصحية عبر بلديات الولاية، كشف مدير الصحة والسكان أنه قد تمّ وضع مخطط لتكوين المستخدمين شبه الطبيين، حيث أنشئت 10 ملحقات ومدرسة بسيدي والي لهذا الغرض، ما سيسمح بتفادي معاناة مختلف المرافق الجديدة المنجزة من نقص في المستخدمين، وفي هذا الشأن طمأنت مديرية الصحة والسكان بالولاية، أنه حاليا يوجد 1152 شبه طبي قيد التكوين، ومن المنتظر تخرج دفعة مكونة من 250 شبه طبي في شهر جوان القادم، وعليه «فأنا أعتقد أنه سيكون بمقدورنا تغطية النقص في المستخدمين شبه الطبيين، الذي يمكن أن ينجر عن تقاعد الكثير منهم».
وفي نفس السياق، لم يتردّد الدكتور حميسي في الاشادة بالجهود التي بذلتها مديرية الصحة من أجل ضمان التكوين المستمر للمختصين في الطب، حيث صرّح: «لا يمضي أسبوع إلا وقد تمّ تنظيم حلقات دراسية ودورات تكوينية من أجل تحسين كفاءات أطبائنا».
إعداد دفتر الشّروط الخاص مركز السّرطان
وبمناسبة هذه الندوة، تطرّق الدكتور إلى موضوع التكفل بمرض السرطان بالولاية، وأكّد أنّ هذه المسألة تبقى موضع اهتمام رئيسي في القطاع، وفي هذا السياق أضاف أنه فك الجمود على مشروع مركز معالجة السرطان بفضل تدخل السيد الوالي، وقد أعطى أملا جديدا لإنجاز هذا المركز المتخصص.
تجدر الإشارة إلى أنه يتم حاليا إعداد دفتر الشروط الخاص، بإنجاز هذا المشروع المرتقب ببلدية أميزور، كما أشار الدكتور حميسي إلى أن مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى أميزور تتكفل بما يقارب 825 حالة إصابة بهذا المرض، كما ذكر أن هذه المصلحة قد استفادت من مشروع توسيع من 12 إلى 36 سريرا، ومن بين الإجراءات المتخذة من قبل مديرية الصحة في إطار التكفل بمرضى السرطان أو الوقاية منه، فقد ذكر الدكتور وضع سجل السرطان الخاص بالولاية وتشكيل خلية استماع وتوجيه، وكذا تكوين الأطباء العامين في الأورام السرطانية.
كما أشار إلى أنّه تسري حاليا حملة الكشف عن سرطان القولون والمستقيم (العملية الأولى على المستوى الوطني)، بكل من سوق الاثنين وأميزور وأدكار، في حين مسّت عملية الكشف عن سرطان الثدي التي أطلقتها مديرية الصحة ما لا يقل عن 127 قرية في الولاية، ما سمح بإجراء 1039 تصوير شعاعي للثدي.
كما سيتم تعزيز الكشف عن سرطان عنق الرحم بالولاية، عن طريق فتح 9 وحدات للتشخيص الخلوي، التي قامت مجملا بـإجراء 6800 فحص مسحة عنق رحم، وفقا للدكتور حميسي.
نظام جديد للاستعجالات في بجاية
تحسين الخدمات الصحية والاستقبال وتوظيف المعلوماتية
بجاية: بن النوي توهامي
شوهد:751 مرة