أعرب العديد من مزارعي الحبوب بتيبازة عن ارتياحهم وتفاؤلهم بالمردود الجيّد لمختلف الأصناف هذا الموسم مقارنة مع العام المنصرم، الذي صنّف ضمن أسوأ المواسم على مدار عقد من الزمن، وأشار هؤلاء إلى أنّ مردود الهكتار الواحد من القمح سيتراوح بين 30 و35 قنطارا، الأمر الذي يعتبره المزارعون حصيلة إيجابية للذين اتبعوا واحترموا المسار التقني للشعبة.
في ذات السياق، فقد أكّد رئيس جمعية مزارعي الحبوب بالولاية أحمد لحسن، أنّ متوسط مردود القمح الصلب المتوقع يتراوح بين 30 و35 قنطارا في الهكتار الواحد ويتجاوز مردود القمح اللين هذا الرقم بـ 5 قناطير تقريبا، فيما يمكن لمردود الشعير أن يستقر عند 25 قنطارا في الهكتار على أن تكون أرقام المساحات المخصّصة للتكثيف أكثر شأنا وقيمة بالنظر الى إقدام المزارعين على اعتماد تقنيات السقي التكميلي خلال شهري أفريل وماي، وهي الفترة التي شهدت شحا معتبرا لمياه الأمطار، إلا أنّ النتائج المرتقب تحقيقها ميدانيا حسب تجارب الفلاحين السابقة تبقى جدّ إيجابية وأقرب لتطلعات المصالح الفلاحية، حسب ما أشار إليه رئيس جمعية المزارعين.
وكشف استطلاع ميداني أجريناه على نطاق واسع من المناطق المعنية بزراعة الحبوب عن تطلع المزارعين لتحقيق نتائج جدّ مرضية هذا الموسم، بحيث أشار مزارعون من مناطق بوركيكة واحمر العين وحجوط إلى أنّهم يرتقبون بلوغ مردود يتراوح بين 35 و45 قنطارا في الهكتار الواحد بالنسبة للقمح الصلب بينما يرتقب بأن يصل مردود القمح اللين إلى حدود 55 قنطارا ولا يقلّ عن 45 قنطارا، فيما أشار مزارعون من مناطق سيدي عمر والناظور وتيبازة الى انّهم يرتقبون مردودا يتراوح بين 25 و35 قنطارا في الهكتار بالنسبة للقمح الصلب وبنسبة أكبر فيما يتعلق للقمح اللين، إلا أنّ المشكلة الكبرى تمّ تسجيلها بمنطقة متيجة الشمالية المعنية بضواحي سيدي راشد والحطاطبة، وهي المناطق التي شهدت تراكما لمياه الأمطار على مستوى سطح الأرض لفترة طويلة بفعل تهاطل الأمطار بغزارة خلال شهري نوفمبر وديسمبر من السنة الماضية ممّا أخّر عملية الانبات والزرع أحيانا، وأثّر سلبا على نوعية الانتاج المحصل عليه، وأجبر العديد من الفلاحين على مباشرة عملية الحصاد دون الدرس باعتبار المنتوج غير مثمر أصلا وسيوجه للاستهلاك الحيواني مباشرة.
وبالنظر إلى كون فترة الاثمار التي تتزامن مع شهري أفريل وماي من كل موسم مع تسجيل شح كبير لمياه الأمطار في هذه الفترة، فإنّ المزارعين بالمنطقة تنبّهوا الى ضرورة الزرع المبكر واستغلال المياه الشتوية التي تتهاطل خلال أشهر ديسمبر وجانفي عادة وبدرجة أقل خلال شهر فيفري من أجل إنقاذ الموسم من الجفاف، لاسيما وأنّ معظم المزارعين لا يحوزون على امكانية استعمال السقي التكميلي لكون المساحات المزروعة تبقى بعيدة كل البعد عن الموارد المائية، غير أنّ الاشكال العويص الذي عانى منه المزارعون يكمن في تأخر تعاونية الحبوب الجافة عن توفير البذور والأسمدة في الوقت المناسب، وبقي العديد من الفلاحين يعانون من مشكل ندرة الأسمدة المناسبة للمرحلة طيلة الموسم، ومن ثمّ فقد طالب المزارعون بضرورة تجاوب الجهات المعنية إيجابا مع حاجياتهم باعتبار ذلك يخدم الاقتصاد الوطني ككل وبامكانه المساهمة المباشرة في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
تجدر الاشارة، إلى أنّ المصالح الفللاحية بتيبازة أحصت خلال الموسم الحالي تخصيص 17500 هكتار لزرع الحبوب بمختلف أنماطها من بينها 12 ألف هكتار خاصة بالقمح الصلب و3 آلاف هكتار خاصة بالقمح اللين و2500 هكتار خاصة بالشعير، فيما خصّصت المساحات المتبقية لمختلف أنواع الأعلاف.