رغم أنّ ولاية سكيكدة تدعمت بالعديد من الأسواق الجوارية وسوق الجملة بصالح بوالشعور تبقى الولاية في أمس الحاجة لأسواق أخرى لتلبية الطلب المتزايد للتجار لبيع المنتوج الفلاحي بالأساس المتنوع بولاية فلاحية بامتياز، وتقريب هذه المنتوجات المختلفة من المواطن، وبأسعار مقبولة، وفي نفس الوقت محاصرة التجارة الفوضوية التي تظهر في بعض الأحيان في أماكن مختلفة، بعد أن تم القضاء عليها في العديد من البلديات وبالأخص في مدينة سكيكدة، بعد أن استفادت المدينة من العديد من الأسواق الجوارية على غرار سوق بولكروة الذي يضرب به المثل من حيث تنوع المنتوجات المعروضة للبيع والاسعار التي في متناول المواطنين، حيث أصبح هذا السوق قطبا لكل أبناء مدينة سكيكدة وما جورها من بلديات، لاقتناء مختلف السلع وبالأخص الخضر والفواكه.
كانت لجريدة «الشعب» زيارة لهذا السوق وتحدّثت مع بعض المتسوقين الذين أجمعوا على أن الأسعار في متناول الجميع، ناهيك عن وفرة السلع المتنوعة، كما أن التنظيم والأمن بهذا الأخير جعل المواطنين في راحة كبيرة أثناء التسوق، فأحد المواطنين «رابح - ف» صرّح لجريدة الشعب «أنه أصبح مدمنا على التسوق منه ويقصده كل صباح حتى وإن كان غرضه اقتناء نوع واحد من الخضار، لأنه يجد راحته في هذا الفضاء، كما ان تعامل التجار مع المشترية راقية»، أما «حسين - ا» فيقول أن السوق قضى على التجارة الفوضوية التي كانت معروفة بها مدينة سكيكدة، وأسعاره مقبولة بالنظر الى الأسواق الجوارية الأخرى بالمدينة، مما جعل مواطني المدينة يقصدونه للتسوق واقتناء مختلف أنواع الخضار»، وأوضح منير بودينار مسؤول السوق الجواري، أن هذا الفضاء التجاري ما فتئ قاصديه في تزايد مستمر، حتى ان موقف السيارات الذي بجانبه لم يعد قادرا على استيعاب سيارات المواطنين، الذين يقصدون مختلف أجنحته لاقتناء ما يوفره من مختلف أنواع الخضار والفواكه»، وأضاف «أنه للتنظيم المحكم والاهتمام الكبير الذي توليه بلدية سكيكدة لهذا السوق أصبح مقصدا لكل سكان المدينة ومختلف البلديات المجاورة».
للإشارة، السوق الجواري بصالح بو الكروة، يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ ٩٩٥ . ١٢ مترا مربعا، تعد من أكبر الأسواق الجوارية المنجزة حديثا بسكيكدة، وهي مقسمة إلى قسمين؛ الأول مغطى ويحتوي على 100 مربع تجاري، منها 22 مربعا مغلقا و78 مربعا مفتوحا والثاني يتواجد بساحة مفتوحة داخل محيط السوق المسيج تتّسع لـ 346 مربعا تجاريا أو كشكا.
وما يميز هذه السوق التي جاءت في إطار البرنامج الوطني لتعزيز الأسواق الجوارية، والقضاء على الأسواق الفوضوية التي تعرفها سكيكدة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وجود حظيرة لركن السيارات تتسع لأكثر من 100 مركبة ودورة للمياه ومراحيض، حيث كلفت السوق الجوارية الجديدة الخزينة العمومية 260 مليون سنتيم.
كما استفادت ولاية سكيكدة من مشروع إنجاز 20 سوقا جوارية عبر 17 بلدية، من بينها مركز الولاية التي رصد لها غلاف مالي إجمالي قدره أكثر من 100 مليون دج، في إطار المخططات البلدية للتنمية، يضاف إليها غلاف مالي آخر يقدر ب 200 مليون دج، في إطار البرنامج القطاعي للتمكن من إنجاز 09 أسواق مغطاة عبر 08 بلديات في مدينة سكيكدة.
ورغم كل هذه المشاريع التي ينتظر استلامها، فإن ولاية سكيكدة تبقى تعاني من نقص فادح سواء في الأسواق الجوارية أو الأسواق المغطاة، وحتى في أسواق الجملة على اعتبار أن هذه الأخيرة ولاية فلاحية بامتياز، حيث تقدر المساحة الزراعية الإجمالية بـ ١٩٧ . ١٩٣ هكتارا، منها ٨٧٩ . ١٣١ هكتارا مساحة صالحة للزراعة، فباستثناء سوق الجملة الجديدة للخضر والفواكه التي تم إنجازها بصالح بوالشعور، فإن سكيكدة بحاجة أيضا إلى سوق أخرى للجملة بالجهة الشرقية.