انتشرت التّجارة الموازية والفوضوية رغم الإجراءات الردعية والقانونية التي قامت بها السلطات المحلية والولائية، وحتى الوظائف والمهن لم تسلم من الانتشار العشوائي.
فمثلا العيادات الطبية ومقرات الأطباء المختصين تتواجد داخل أحياء شعبية يصعب الولوج اليها بسبب ضيق الأزقة واهتراء الطرقات بعاصمة الولاية تيارت توجد مقرات المحامين في وسط المدينة ووسط الازدحام المروري بالقرب من أكبر ساحة عمومية بمحاذاة سوق يومية للخضر والفواكه على بعد أمتار من بيع السمك في الهواء الطلق وحتى الوصول الى مكتب محامي يتطلب حنكة وتركيز لكون العشرات يوجدون في عمارتين متجاورتين، وحتى اللافتات التي تدل على اسم المحامي يصعب قراءتها بسبب علوها. أما محلات تجارة المجوهرات فإن البعض منها بأماكن خفية وسط شوارع غير آهلة بالسكان، وهي أماكن من المفروض أن تكون آمنة خوفا من السطو. العشّابون وباعة البهارات والتوابل تتمركز محلاتهم بأماكن تجارية متزاحمة رغم أن هذه المنتوجات تعرض في الهواء الطلق وتتعرض للاتربة، ولا سيما في شهر رمضان. في زيارة ميدانية لبعض المحلات التي يمتهن اصحابها بيع لوازم المواطنين وكذا الاطباء والمحامين، وقفنا على بعض المهن فضّل أصحابها فتح المحلات في أزقة ضيقة وأماكن يصل اليها الزبون بصعوبة، والتي توجد في وسط حضري مزدحم يصعب الولوج إليه، أما الشيء الذي يجلب الانتباه هو وجود محل لبيع الاشرطة الموسيقية بالوسط الحضري مما يزعج المارة ويسبّب حرجا لمرتادي الشارع المذكور.أما المحلات التي تمّ منحها للشباب فإن البعض منهم استغل المحل للتلحيم في الوسط الحضري، ممّا أصبح يزعج المارة والجيران على حد سواء، زيادة على التأثيرالسلبي في استعمال الكهرباء لكون عملية التلحيم تتطلب قوة هائلة من الكهرباء، وكذلك ارتفاع قوة الكهرباء وانخفاضها ممّا يشكل خطرا على الآلات الكهربائية والكهرومنزلية. وحتى بيع الاعلاف أصبح تجارة تجرى داخل الاحياء والمناطق الأهلة بالسكان، الاطباء كذلك أصبحت ظاهرة فتحهم للعيادات تشكل مشكلا بالنسبة لإرساء سيارات المرضى، وأصبح المرضى يجدون مشاكل مع جيران الأطباء بسبب الإزعاج الذي يشكله المرضى بالنسبة للجيران بالعمارات كون مرضى الأطباء الأخصائيين يتوجهون مبكرا للظفر بموعد او الدخول مبكرا عند الطبيب ولا سيما من المدن والقرى المجاورة مما اصبح يشكل هاجسا بالنسبة لساكني العمارات ولا سيما بالنسبة لكبار السن والاطفال والمرضى.
ظاهرة أخرى هذه المرة ليست مصنفة في المهن وهي تربية المواشي داخل النسيج العمراني، حيث أصبح بعض الموالين ممن يقطنون بالقرى والبلديات يمتهنون تربية المواشي ولا سيما الاغنام مما اصبح يشكل خطرا على البيئة وعلى صحة المواطنين، حيث اشتكى البعض من حساسية مفرطة ولا يزالون يترددون على الأطباء.أما الحرفيون وأصحاب محلات بيع السمك وبيع الخبز بالاحياء الشعبية فإن عددهم تزايد بحدة، حيث أصبح المواطن يشتري الخبز من أقرب نقطة بيع، فئة أخرى أصبحت تزعج المواطنين وهم باعة الاثاث القديم، الذين باتوا يجولون بين الاحياء والمناداة عن الزبائن لاقتناء الاثاث والملابس القديمة.