لا يزال سكان المناطق النائية بتيبازة يطالبون بتوفير غاز المدينة لمختلف الأحياء والمداشر في أقرب وقت ممكن عقب تجسيد مشروع توصيل هذه المادة الحيوية إلى الناحية الغربية للولاية، وبرز ذلك جليا من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها والي الولاية السيد موسى غلاي للمنطقة، بحيث أعرب ممثلو مختلف مداشر المنطقة عن هذا الانشغال.
غير أنّ الحقيقة الميدانية التي يجهلها هؤلاء السكان كون توصيل بيت واحد فقط بهذه المادة يكلف خزينة الدولة 750 ألف دج، في حين لا يدفع المستفيد سوى 10 آلاف دج وعلى مدار 3 سنوات كاملة، إلا أنّه بالرغم من ذلك فقد بادرت السلطات الولائية بجملة من المبادرات المحلية لتلبة الحاجات المعبر عنها في هذا المجال في ظلّ تعرّض معظم المشاريع المرتبطة بتوفير هذه المادة لعمليات تجميد وفقا لمقتضيات ترشيد النفقات العمومية، بحيث أشار المدير الجهوي لشركة توزيع الكهرباء والغاز حميد لوزي إلى كون 41 مشروعا لتزويد سكان الأحياء بغاز المدينة على مستوى 13 بلدية، وتعنى بـ 4200 سكن لا تزال مجمدة بفعل انعدام الأغلفة المالية، كما أنّ 500 سكن تقع بالعمارات القديمة بـ8 بلديات لا تزال تفتقد لغاز المدينة بفعل انعدام القنوات الصاعدة، ولا تزال حصص متفرقة من مجموع 2600 سكن بالناحية الغربية بفعل التحفظات المسجلة منذ فترة طويلة نسبيا على نوعية القنوات الناقلة للغاز بها، إضافة إلى عدّة حالات أخرى لا تزال تنتظر دورها في هذا المجال. وبالنظر إلى حجم التأخر المسجل في هذا القطاع فقد أقرّت السلطات الولائية، اعتماد سياسة تمويل جديدة خارج البرنامج الوطني المعتمد وذلك من خلال اعتماد تركيبة مالية تشترك فيها ثلاثة أطراف معنية بشكل مباشر في مختلف المشاريع، بحيث تقرّر بأن تتكفل شركة سونلغاز بما يعادل 35 بالمائة من قيمة المشروع، على أن تقتتسم النسبة المتبقية بين المستفيدين والجماعات المحلية، فيما سيتم أخذ تكلفة إنجاز القنوات الصاعدة بالعمارات القديمة على عاتق ميزانية الولاية فيما ستتكفل الجماعات المحلية وديوان الترقية والتسيير العقاري بقضية التحفظات المسجلة على نوعية القنوات الناقلة للغاز بسكنات الناحية الغربية، بالتوازي مع مباشرة حملة تحسيس وتوعية شاملة في اوساط سكان العمارات المعنية لحثّهم على تنظيم أنفسهم من خلال انجاز لجان أحياء توكل لها مهمة التفاوض مع الجهات المعنية فيما يتعلق بتحديد نسبة مشاركة المستفيدين في التركيبة المالية المعنية بإتمام المشاريع الموعودة خلال السنة الجارية، وفي حال نجاح المبادرة فإنّ نسبة التغطية بغاز المدينة ستقفز من 47 بالمائة حاليا إلى ما يربو عن 54 بالمائة مع نهاية السنة الجارية ممّا سيسمح للولاية بتجاوز النسبة الوطنية لأول مرّة.
