تحوّلت ربوع بلديات البليدة إلى مشتلة مفتوحة، أقدم فيها أفراد الجيش الشعبي الوطني وعناصر الأمن والدرك وإطارات سامية بالدولة وعناصر الإنقاذ المدني، والكشافة الاسلامية، ونشطاء جمعويون ومواطنون وأطفال، في غرس الورد، في عملية تضامنية تطوعية، شعارها «الكل معني بتجميل المحيط».
في أجواء ربيعية دافئة وصافية تتواصل حملة غرس ربع مليون زهرة، زاد في جماليتها بساط أبيض من الثلوج، ظهر على قمم حظيرة الشريعة السياحية، وبحيرة الضاية بقمة تمزقيدة الحدودية مع تخوم عاصمة التيطري سابقا المدية حاليا، أفرزت عن فعل تطوعي سحري أعاد إلى الأذهان «ثقافة العمل التطوعي»، بغرس ما يقارب الـ 250 ألف فسيلة زهرة ونبتة زينة وشجرة بالشوارع والساحات العامة، من وادي جر غربا إلى مفتاح شرقا، لم يتخلف عنها أفراد الجيش والأمن والدرك وهم يشاركون في مشهد جميل تحت الأضواء الكاشفة لشمس ذهبية وذكرى السد الاخضر، حيث تفاعل واستجاب الجميع في إعادة الورود إلى ربوع بلديات البليدة الـ 25.
وعن الحدث، كشفت المسؤولة عن خلية الاتصال والعلاقات العامة بتنسيقية مؤسسة متيجة للحدائق والانارة والنظافة والردم التقني أمال لعماري لـ «الشعب»، أنّ الحملة الوردية انطلقت منذ أيام، في احتفالية موسعة وشاملة، أطلق عليها المسؤولون «البليدة الوريدة»، وهي تقتضي غرس كل ما هو ورد ونبتة وأشجار زينة، حتى تستعيد عاصمة المتيجيين لتاج لقبها التاريخي، وتعود فعلا مدنها وردية وزهرية، كيف لا وهي تتربّع على ثالث أخصب سهل في العالم؟ وأضافت المتحدثة بأنّ المسؤولين بولاية البليدة ومؤسسة المتيجة حدائق وإنارة حرصوا على أن تعمّم العملية وتشمل كل الأحياء بكل البلديات من شرقها الى غربها أي استهداف ما يقارب الـ 318 موقعا، فضلا عن مواقع عبر الطريق السيار شرق غرب، ورسم جداريات للراية الوطنية وتعابير من أن المسافر عبر حدود ولاية البليدة، هو فعلا يمر بعاصمة الورد والميتجيين، فضلا عن تزيين الشوارع والساحات العامة وتهيئتها، وإنارتها بأشكال وألوان من الاضاءة، والتي قالت بأن المسؤولين اختاروها أن ترمز في ألوانها للأبيض والأخضر والأحمر، أي رموز رايتنا الوطنية.
وأكّدت بأنّ السّلطات المحلية عازمة على تهيئة الطرقات والأرصفة والشوراع عموما، لاستعادة جمالية مدن البليدة بدهن الواجهات وتزيينها بالشكل الذي يوحي على التمدن والنقاوة والجمالية، وإزاحة ومحو عنها لعنة النقد السلبي، من أن البليدة فقدت نقاوتها ورونقها وسحرها ووردها.
جدير بالذكر، إلى أنّ وزيرة العلاقات مع البرلمان ايداليا غنية شاركت في الحملة التطوعية، وثمّنت بالتحول الايجابي الذي باتت عليه البليدة اليوم.