كانت حديقة بن باديس بالحراش على موعد مع نشاطات ترفيهية للأطفال، الذين قدموا رفقة عائلاتهم لحضور مشاهد تسلية لمهرّجين محترفين عرضوا شتى أصناف من الألعاب منها ما تعتمد على الحركات وأخرى على الذّكاء.
أبدى الأطفال فرحة كبيرة وهم يلتقون مباشرة مع هؤلاء، من خلال تفاعلهم مع الأسئلة المطروحة، والأحاديث المتوجّهة إليهم بخصوص دراستهم وحياتهم اليومية غير أن العدد كان قليلا، لم يتجاوز ما هو منتظر.
ويعود ذلك إلى النّقص الكبير في الإعلام، وكل من دخل إلى هذا الفضاء كان صدفة، أو مارّا من هناك رفقة والديه بالإضافة إلى انعدام أماكن تسمح بركن السيارات، هذا كله ينفر الناس من الإقبال.
وبالرغم من ذلك، فإنّ المبادرة تستحق كل التشجيع بالنظر إلى مغزاها، الذي يهدف إلى الترويح على الأطفال بعد فترة دراسية مرهقة بدنيا ونفسيا، خاصة في ذلك الحي المعروف بكثرة أو كثافة سكانه، وغياب مثل هذه الأماكن في كامل منطقة الحراش، والقليل من الناس من ينتقل إلى جهات أخرى بكامل أفراد عائلته بالرغم من توفر النقل التراموي، ونقصد حديقة التسلية لقصر المعارض «دريم بارك» نظرا لكثرة المصاريف.
لذلك، فإنّ الجمعيات ببلدية الحراش مطالبة بأن تكون في مستوى الحدث من خلال تحسيس العائلات بمثل هذه النشاطات، حتى يكون الحضور قويا لا يقتصر على أعداد قليلة جدّا، وهذا ما ينقص اليوم في كل هذا العمل الخاص بعطلة الربيع والمتوجّه أساسا للأطفال.
ونشير هنا إلى أنّ حديقة بن باديس الموجودة وسط الحراش، كانت بالأمس يحتلّها المنحرفون من كل الأعمار، كل المارة يتفادون هذا المكان خوفا من اعتداءات عليهم، بعد سنوات استرجعته البلدية من خلال تكليف مقاول بإعادة الترميم، وإنجاز ما يستدعي الأمر في حينه كالأرضية، الهياكل، المقاعد، وطلاء كل السياج الحديدي ليعاد إلى المواطن وبخاصة كبار السن المتقاعدين والعائلات الذين قرّروا الاستفادة من هذا المرفق الترفيهي طيلة الأسبوع.
وبهذا يكون مسؤولو بلدية الحراش بصدد إعادة وجه هذه المدينة، من خلال الشروع في تلميع ديكورها أو واجهتها الخارجية، وكذلك طرقاتها التي تشهد حاليا استبدال طبقة الزفت وتلبيسها بأخرى جديدة، مع إزالة الممهلات غير القانونية التي وضعها المواطنون لتتحوّل البلدية إلى ورشة مفتوحة لكل الأشغال.
