الوفرة من الخضر والفواكه المعروضة بسوق باش جراح الجديد كسّرت ذلك الاحتكار في الأسعار التي بلغت سقفا ملتهبا خلال الآونة الأخيرة نظرا لعدة أسباب لا تقنع المستهلكين أبدا إدراكا منهم بأن المضاربين الناشطين بأسواق الجملة يقفون وراء الندرة، مما يؤدي حتما إلى الغلاء الملاحظ في كل مرة.
وخلال الأيام الماضية بدأ الإستقرار يعود إلى هذه الأسواق التي تبيع بالتفصيل.. وسقطت كل الإدعاءات التي تعودنا سماعها سقوطا حرا بخصوص مواد معينة التي يسمونها بغير الفصلية الكوسة أو «القرعة» سعر الكيلوغرام الواحد بباش جراح ما بين ٤٠ و٥٠ دينارا في حين وصلت مؤخرا إلى ١٨٠ دينار.. هذه عينة تؤكد بأن العرض البعيد عن ذهنية الاحتكار هوالذي يؤدي إلى حقيقة الأسعار المعمول بها تفرض نفسها كما هي.
وأسعار الخضر اليوم بسوق باش جراح في متناول الجميع ماعدا البطاطا التي وصلت إلى ٨٠ دينارا وبكميات قليلة جدا خوفا من تعفنها والرمي بها والكثير من المواطنين يستفسرون عن السعر وبمجرد سماعهم الرد من صاحب الطاولة يغادرون المكان مسرعين إلى جهات أخرى.
وعبارة «في متناول الجميع» نعني بها قدرة الناس على اقتنائها بالكميات التي يرونها مناسبة والمواد الأكثر عرضا في البصل بـ ٤٠ و ٥٠ دينارا، الجزء ٤٠ دينارا، اللفت ٣٥ دينارا، البسباس ٦٥ دينارا، السلق ٢٠ دينارا، السلاطة ٨٠ دينارا «القارس بـ ١٠٠دينار، البرتقال بـ ١٢٠ دينار، التفاح بـ ٣٠٠ دينار، و١٢٠ دينار، الحجم صغير، وهناك مواد أخرى لا تشهد ذلك الإقبال الكبير عليها.
وقد أبدى العديد من الموجودين في السوق إرتياحهم لهذه الطفرة التي حدثت في الأسعار من خلال عودة الأسعار إلى وضعها الطبيعي الذين اعتادوا عليه، خاصة مع تلك التهيئة الجديدة لسوق باش جراح.
وإعادة إدخال التجار الذين كانوا ينشطون بشكل فوضوي إلى السوق المبني حديثا كل واحد وطاولته في نظام محكم بالرغم من ضيق المكان، إلا أن الوضعية أفضل مما كانت عليه في السابق خاصة عند سقوط الأمطار يتحوّل المكان إلى برك ناهيك عن الأوحال كل هذه المظاهر زالت كلية ولم يعد لها وجود هناك والشباب الذين يعملون في هذه المهنة إستفادوا من محلات لبيع الخضر في إطار قانوني وشرعي لا يضايقون ولا يحرجون أحدا حتى تلك التعاليق المجانية والكلام الزائد اختفى نظرا للاحتجاجات المتواصلة للمواطنين تجاه السلوكات الطائشة.
وهكذا أعيد الاعتبار لهذا السوق الشعبي الذي ظلّ مهملا لسنوات طويلة وبالرغم من تأخر هذا الإنجاز لحوالي ٥ أعوام إلا أن اليوم يختلف عن البارحة فقد انتهى عهد الطاولات الفوضوية، التي كانت تعم المكان.