تؤكد هيئات الصحة العمومية، أن الأمراض المزمنة، ومن بينها مرض السرطان، قد عرفت في الآونة الأخيرة، تزايدا ملحوظا في الجزائر، ووفقا للمؤسسة الوطنية للصحة العمومية، تسجل الجزائر ما لا يقل عن 40 ألف حالة إصابة جديدة بهذا المرض سنويا، وما من شكّ أن تخوف السلطات المحلية والمجتمع المدني من تكاثر هذا المرض المعدي بكل أنواعه، راجع إلى كونه قد يودي بحياة العديد إذا لم يتم التكفل المبكر به.
وأمام هذا الوضع المثير للقلق ونظرا إلى التزايد المستمر لعدد المصابين، خاصة لدى فئة الأطفال، تسعى الهيئات الصحية التابعة للدولة والحركات الجمعوية، وكذا وسائل الإعلام إلى تحسيس المواطنين، عن طريق معلومات وندوات حول هذا الموضوع، بهدف توعيتهم وإعلامهم بالعوامل المحفزة لظهوره، والطريقة التي يجب التعامل بها.
و في هذا الصدد، بادرت الجمعية العلمية «حديقة المعرفة»، الكائن مقرها بذات ببلدية آيت مليكش الواقعة على بعد 80 كلم جنوب غرب بجاية، بالتعاون مع المؤسسة العمومية الاستشفائية «أقلول علي» بأقبو، إلى تنظيم يوم تحسيسي حول مرض السرطان، يقرية آيت واعمر، تحت شعار «بالرغم من السرطان، قررت أن أبتسم»، وتعتمد هذه التظاهرة على الحضور الكبير للمواطنين، نظرا إلى الأهمية الكبيرة التي يكتسيها موضوعها، الذي تمحور حول مرض هذا العصر، ووفقا للبرنامج الذي تمّ تقريره لهذه المناسبة، سيتم تنشيط ثلاثة ندوات، من قبل أطباء سيحاولون توعية المشاركين قدر الإمكان عن هذا المرض، وتمّ افتتاح هذه التظاهرة باستقبال المدعوين ابتداءً من منتصف النهار.
وقام بتنشيط الندوة الأولى والتي تحمل عنوان: «معلومات عامة حول السرطان والحالة النفسية للمصابين» الدكتورة عدالو تونسية، التي حاولت شرح مفهوم السرطان والحالة التي يوجد فيها المصابون، كما تطرّقت أيضا إلى الدور الرئيسي الذي يلعبه الصراع النفسي للمريض والمدمج بعلاج طبي ضد السرطان.
أما الندوة الثانية تمحورت حول: «الوقاية و طرق الكشف عن سرطان المعدة»، حيث أشرف على تنشيطها الدكتور عزيرو بوجمعة، الذي حاول إفادة الحضور بأكبر قدر من المعلومات، حول طرق الوقاية من هذا المرض المعدي الخطير، وذلك عن طريق «إتباع نمط حياة صحي من دون كحول ولا تدخين، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة عن طريق التنظير الداخلي، والذي من شأنه الوقاية بشكل فعال من ظهور سرطان المعدة.
في حين تمّ التطرق خلال الندوة الثالثة والأخيرة، التي نشطتها الدكتورة قافية وردية رفقة، الدكتور وعلي كريم إلى «الوقاية وطرق الكشف عن سرطان «عنق الرحم»، الذي يصيب العديد من النساء سنويا، وقد أصرّ كل الأطباء الحاضرين وبالإجماع، على أن السلاح الوحيد الفعال والمثبت لمكافحة هذه الأمراض المعدية، يبقى الوقاية والتكفل المبكر بالمصابين.
وفي الختام عرف اختتام هذا اليوم التحسيسي، منح عدد من شهادات عرفان وتقدير للمنشطين الذين أشرفوا على قيام هذه التظاهرة.