كان بهو المركز الثقافي الإسلامي لبومرداس على موعد مع فعاليات المعرض الوطني لإنتاج العسل ومشتقاته في طبعته الثانية بمبادرة من التعاونية الفلاحية للخدمات المتخصصة في تربية النحل لبلدية يسر بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، وهي مناسبة سنوية يلتقي فيها أهل الاختصاص الذين يعملون جاهدين لتطوير الشعبة والرفع من كمية الإنتاج السنوي وبنوعية رفيعة بإمكانها تجاوز السوق الوطني نحو التصدير.
التظاهرة التي شهدت مشاركة حوالي 30 عارضا من مختلف ولايات الوطن، ستشهد طيلة أسبوع عدد من الأنشطة الموازية حسب ما كشف عنه رئيس التعاونية «علي جمعتن»، منها تنظيم مداخلات من قبل أساتذة مختصين لفائدة مربو النحل تتناول الطرق العلمية والتقنية الحديثة لترقية النشاط، مع تقديم إرشادات حول الاستغلال الأمثل لتقنيات وأساليب رفع وتحسين المردودية وبنوعية رفيعة، وأهم طرق التدخل والوقاية لحماية الخلية من مختلف الأخطار المهددة لاستمرار هذا النوع من النشاط.
كما أعتبر «أن المعرض يحمل بالدرجة الأولى طابعا تحسيسيا وتجاريا للتعريف بالمنتوج وتسويقه باستغلال مثل هذه الفضاءات السنوية، مع توجيه دعوة للشباب للإقتراب أكثر من هذه المهنة وتعهده بضمان المرافقة ونقل الخبرة اللازمة لهم أثناء الممارسة، فيما اجمع المشاركون الذين قدموا من عدة ولايات على أهمية المناسبة التي ستفتح أمامهم فرصة للتعريف بأنواع العسل ومشتقاته حسب النوعية التي تشتهر بها كل منطقة من الوطن، والتقنيات الحديثة المستعملة في مجال الاستغلال العقلاني لإنتاج هذه المادة الحيوية، إضافة إلى اكتساب الخبرة الضرورية عن طريق الاحتكاك فيما بين المنتجين وتبادل التجارب المهنية لترقية المهنة، ونقل جانب من الانشغالات التي تعترضهم في الميدان.
هذا ويبقى نشاط تربية النحل وإنتاج العسل بولاية بومرداس يواجه الكثير من المتاعب في الميدان، فرغم تسجيل توسع في النشاط خاصة في المناطق الجبلية الريفية بفضل برنامج الدعم الفلاحي في إطار سياسة التنمية الريفية المدمجة التي مكنت العديد من الفلاحين بما فيهم شباب من الحصول على حصة من الخلايا والصناديق، إلا أن المربين طرحوا في أكثر من مناسبة إشكالية بعض الأخطار التي تهدد المنتوج وحتى الخلية بأكملها الناجمة أكثر عن ظاهرة الحرائق على اعتبار أن النسبة الأكبر من النشاط يتركز في المساحات الجبلية المرتفعة، وكذا مشكل التلف بسبب الأمراض التي تسببها المبيدات الكيماوية المستعملة من طرف الفلاحين في حماية حقول الأشجار المثمرة والكروم ومختلف الخضروات الأخرى التي تعتبر مصدر رزق أساسي للنحل في بعض الفصول من السنة، وهو ما يتطلب مجهودات مضاعفة وتكاليف إضافية لحماية النشاط وضمان مردودية أعلى وما يؤثر أيضا سنويا على سعر مادة العسل التي لم تعرف استقرارا ولا سقفا موحدا بين المنتجين.