تراجـــــع نسبـــــــة النجـــــاح في البكالوريـــــــــا واستقــــــــرار نتائــــــــج الأطـــــــــوار الأخـــــــــرى

قيمت مديرية التربية بسكيكدة، استنادا إلى المنشور الوزاري رقم 2039 المؤرخ في 13مارس 2005، الخاص بإصلاح نظام التقويم التربوي، ومن أجل الذهاب إلى شهادات علمية احترافية والخروج من دوائر الإحصائيات والأرقام، وعملا بتعليمات الوصاية في هذا المجال، النتائج الدراسية للفصل الأول الخاصة بالمستويين النهائي والرابع متوسط ومقارنتها بنتائج الامتحانات الرسمية للسنة الدراسية الماضية، وذلك بإشراف مدير التربية للولاية وحضور جميع مدراء المؤسسات التربوية في الطورين المتوسط والثانوي وكذا مفتشي القطاع ومستشاري التوجيه النفسي، حيث عرضت مديرة التوجيه المدرسي والمهني تحليلا «مفصلا» ، للعلمية التعلمية لتشخيص مواطن الضعف ومعرفة موضع الخلل قصد تداركه قبل فوات الأوان وإضافة الآليات لتحسين النتائج لا سيما في ظلّ توفر كل  الظروف الملائمة لتحقيق قفزة نوعية وتجاوز الأرقام للبحث عن معايير جديدة من خلال المقارنة بين ما كان المستوى عليه  وما يصبو إليه القطاع الآن سواء من حيث التأطير الذي بلغ نسبته 100 بالمائة أو التخفيف من حدّة ظاهرة الاكتظاظ ومحاربة أشكال التغيب أو من حيث التغطية الصحية والإطعام وغيرهما.
وأكد مدير التربية على ضرورة المتابعة الميدانية للأفواج التربوية سواء من جهة هيئة التفتيش أو رؤساء المؤسسات وكذا تفعيل دور مستشاري التوجيه وتحفيز الأساتذة والتلاميذ على روح المبادرة والقيام بدروس الدعم الذي خصّصت لها الولاية مبلغا ماليا قدره مليار ونصف المليار سنتيم.
وقد جاءت دراسة تحليل نتائج الثلاثي الأول للسنة الدراسية الحالية، ومقارنتها بنتائج شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط السنة الماضية، للوقوف على جوانب القوة لتدعيمها وجوانب الضعف من خلال، قراءة متفحصة للنتائج على المستوى الولائي ومن ثم تشخيص الخلل ودعم نقاط القوة وعوامل النجاح، تقدير نسب النجاح حسب الشعب الدراسية، والمواد لكل شعبة، حسب متغير الإعادة للثلاثي الأول.

للإشارة، فإن نتائج الفصل الأول لهذه السنة قدرت بـ43,72  لتسجل تراجعا ملحوظا إذا ما قورنت بنسبة النجاح في البكالوريا لسنة 2016، التي بلغت 50,17 كما أن عدد الثانويات التي سجلت تراجعا قد قدرت بـ 23 ثانوية فيما تحسنت نتائج 3 مؤسسات فقط.
أما فيما يخصّ السنة الرابعة متوسط فقد حافظت الولاية على نفس المستوى المسجل في شهادة التعليم المتوسط لسنة 2016 التي قدرت بـ 61,48 في حين قدرت نتائج الفصل الأول بـ 61,47 لتسجل 62 من بين 127 مؤسسة تحسنا مقارنة بنتائج شهادة التعليم المتوسط للسنة المنصرمة، فيما سجلت 36 متوسطة تراجعا كما سجلت 29 متوسطة استقرارا في النتائج.
ومن خلال استقراء الجداول المقدمة في العرض لاحظ الجميع تسجيل ضعف ملحوظ في مواد الرياضيات واللغات الأجنبية أثر بشكل كبير على المعدل العام للولاية، خاصة في مقاطعتي الحروش وعزابة وتحسن نسبي في كل من مقاطعة سكيكدة والقل وتمالوس كما يلاحظ أيضا وجود فعالية مقبولة في عامل الإعادة في الولاية من الناحية الكمية أما مساهمتها من حيث تحسين النوعية فمحتشمة، حيث لا يوجد تلميذ تحصل على معدل يساوي أو يفوق الـ 15لتختتم وتمحورت التوصيات حول القيام بحملات التحسيس والتوعية للتلاميذ المقبلين على شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، متابعة غياب وتأخر التلاميذ بالمؤسسات التعليمية وأخذ الإجراءات المناسبة للتقليل من هذه الظاهرة، مرافقة نفسية و بيداغوجية للتلاميذ الذين لديهم مشاكل اجتماعية أو نفسية وتربوية، تفعيل عمل لجان الإرشاد والمتابعة، معالجة النقائص من خلال تنظيم حصص دعم وتقوية للمواد التعليمية التي أثرت سلبا في النتائج الولائية كالرياضيات واللغات الأجنبية، تفعيل مشروع المؤسسة والعمل على تجسيد مختلف العمليات المبرمجة على أرض الواقع، ووضع مخطط سنوي علاجي وتدعيمي في المواد ذات المردود الضعيف لفائدة كل المستويات، مع التأكيد على المتابعة الدورية للمؤسسات التي سجلت نتائج دون المستوى في شهادة التعليم المتوسط للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا الضعف والعمل على تحسين مردود هذه المؤسسات.
تكفل جدي بالمؤسسات التربوية
وافتتحت خلال الأيام الأخيرة ثانوية «بير فرينة» بعزابة في ظروف حسنة لقيت ارتياحا كبيرا لدى التلاميذ وأوليائهم باعتبارها مكسبا كبيرا يمكّن سكان التجمع السكني من التمدرس بالقرب من منازلهم، جاء ذلك إثر الزيارة التي قادت المسؤول الأول على قطاع التربية رفقة السلطات المحلية، حيث تفقد العديد من المؤسسات التربوية بالجهة الشرقية من الولاية، حيث رصد خلالها أهم النقائص التي تعاني منها والتي على رأسها التدفئة لا سيما في ظلّ التقلبات الجوية التي مست المنطقة خلال الأيام المنصرمة، ففي المدرسة الابتدائية صيفي محمد صالح وقف مدير التربية على الظروف الصعبة التي يتمدرس فيها تلاميذ المؤسسة من حيث تهيئة الساحة التي تتحول إلى مسابح تشكل خطرا جسيما على حياة التلاميذ كلما تساقطت الأمطار وكذا واقع التدفئة عن طريق المازوت وما سببه من روائح خانقة، وفي هذا الصدد تكفل رئيس البلدية بإعادة إصلاح قنوات الصرف في أقرب الآجال كما وعد بتزويد المؤسسة بغاز المدينة في غضون الأيام القليلة المقبلة.
ليعرج مدير التربية رفقة رئيس الدائرة ورئيس البلدية بعد ذلك على مدرسة الشهيد جيلاني محمد التي تشهد ساحتها وضعية سيئة للغاية بسبب انعدام التهيئة، مما يجعلها بركا من الأوحال والمياه تعيق حركة وتنقل التلاميذ والموظفين وعاين أيضا وضعية دورة المياه المهترئة وهنا تعهّد رئيس البلدية بتهيئة الساحة بقدر ما في وسع البلدية من إمكانيات.
أما في المدرسة الابتدائية راس الماء الجديدة «بوقلال أحمد» فقد انتقد مدير التربية وضعية المطعم الذي يقدم وجبات باردة رغم توفر هيكل مناسب لتقديم وجبات ساخنة ليطالب رئيس البلدية أن يدعم المطعم بعاملة أخرى، كما طالبه بتحويل ونقل المدافئ التي تشغل بالمازوت من المؤسسة التي سينطلق بها الغاز قريبا كما أمره بأن يرفع دعوى قضائية ضد من ما زال يستغل السكن الوظيفي داخل المؤسسة منذ عامين على خروجه للتقاعد ليسمح لمديرة المدرسة الحالية باستغلاله، وفي مدرسة بوراس عمار الابتدائية عاين الوفد مشروع التوسعة الذي انطلق منذ سنة 2010، ولكن إنجازه تأخر إلى يومنا هذا.
كما قام مدير التربية بزيارة إلى متوسطة محمد الغسيري أين ألقى كلمة على شرف المدراء الجدد للمدارس الابتدائية حثهم فيها على التعاون الإيجابي وانتهاج أسلوب الحوار مع مختلف الشركاء للنجاح في مهامهم.
وبمتوسطة «هبهوب حسين» بقلب البلدية توقف السيد مدير التربية عند ظاهرة الاكتظاظ الكبير الذي تعيشه المتوسطة والذي سيتضاعف في السنوات القادمة بعد توزيع سكنات عدل المجاورة للمتوسطة موضحا أنه سيأخذ ذلك بعين الاعتبار في إعادة تحديد الابتدائيات التي تصبّ فيها، ثم تنقل الوفد إلى ثانوية مالكي عز الدين ليقف بها على قضيتين أساسيتين أولها كيفية توقيف انزلاق الأرضية الذي تسبّ في إحداث تصدعات وشقوق خطيرة على مستوى الجدران والكتامة وثانيهما انعدام التدفئة لمدة تفوق الست سنوات، وفي هذا الصدد ذكر مدير التربية أن الثانوية قد استفدت من غطاء مالي قدره سبعمئة وواحد وسبعين مليون سنتيما لتوقيف انزلاق الأرضية.
لتختتم هذه الجولة بزيارة ميدانية لمدرسة الشهيد لسمر محمد بديار الزيتون التي تشتمل على دورة مياه مهترئة وغير وظيفية، كما أن بها عدة أقسام قديمة هشة غير مستعملة وقد أشار رئيس البلدية أنه خصص غلافا ماليا قدره 450 مليون سنتيما لتحسين اوضاع المؤسسة كما وعد مدير التربية بتدعيم المدرسة ب 13 سبورة بيضاء.
مستشارو التربية في المقدمة
خصصت جامعة 20 أوت 55 بسكيكدة فعاليات يوما تكوينيا لفائدة مستشاري التربية بالولاية بالتنسيق مع مديرية التربية، بغرض شرح نظام «ل ام دي» لفائدة مستشاري التربية الذين سيقومون بدورهم بشرحه لطلبة اقسام السنوات الثالثة ثانوي وأوضح بهذا الشأن مرتد مرجاوي نائب رئيس جامعة سكيكدة المكلف بالبيداغوجيا «لأنه من المستحيل التنقل إلى جميع ثانويات الولاية المقدر عددها بـ50 ثانوية للقيام بعملية الشرح في وسط المقبلين على شهادة البكالوريا، لهذا جاء هذا اليوم الدراسي، من أجل شرح آليات هذا النظام للطلبة وكيفية العمل به ولهذا تمّ جمع مستشاري التربية على مستوى الولاية والمقدر عددهم بـ 47 مستشار ليقوموا بشرح آليات هذا النظام للتلاميذ».
وكان اليوم الإعلامي، قد أوضح مختلف النقاط المبهمة لمستشاري التوجيه التابعين لمديرية التربية، الذين سيكونون خير وسيط لنقل هذه المعلومات والاجابات لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي عبر  ثانويات الولاية، والذين سيكون عدد منهم على موعد مع الجامعة حلال الدخول الجامعي المقبل من خلال توجيههم نحو التخصصات الموجودة عبر جامعات الوطن ومختلف المعاهد وتحديدا جامعة سكيكدة، أين تمّ قدم عمداء الكليات شروحات كافية حول التخصصات الموجودة في الجامعة وقبل ذلك التعريف بالمنشور الوزاري الخاص بالتوجيه من خلال الشروط التي وفقها يتم التسجيل في التخصص والتي تعتمد أساسا على المعدل العام ومعدل عدد من المقاييس التي تدخل في قبول الطالب في التخصص بالنسبة لعدد من التخصصات، وفي هذا الصدد تمّ التأكيد على انه يجب التفريق بين مصطلحي معدل الترشح ومعدل القبول حيث ان الأول يعني انه بإمكانه الطالب الحامل لشهادة البكالوريا الترشح للتسجيل في التخصص بناءا على المعدل الأدنى المطلوب أما الثاني فيقترن بعدد المقاعد التي يعرضها التخصص المرغوب فيه فقط وبالتالي عدم امكانية قبول كل المترشحين في التخصص الأمر الذي يحولهم للاختيارات الأخرى، الأمر الذي يجعل مهمة الاختيار أكثر من ضرورية لعدم الوقوع في مشكل التسجيل في تخصص غير مرغوب فيه سيما وأن الأمر يتعلق بمستقبل الطالب على المستوى العلمي وكذا المهني مستقبلا، بالإضافة إلى ذلك سيتم فتح المجال للتعريف بتطبيق تسجيلكم الذي لم يكن متداولا السنة الماضية بالقدر الكافي، حيث ستكون هناك عدة فرص لتمكين الطلبة الجدد للتعريف به من خلال اليوم الاعلامي وآخر مبرمج شهر أفريل خارج أسوار الجامعة وكذا خلال الأسبوع الخاص بالطلبة الجدد الحاملين لشهادة البكالوريا مباشرة بعد علان نتائجها.