كسبت السلطات الولائية الرهان، في تجنيب بلديات الولاية من العزلة القاتلة، وتمكّنت من التخفيف على المواطنين، خاصة بعد التحضير لموسم الشتاء، من خلال تدخلها في عديد المحاور واستغلال كل الإمكانات المادية والبشرية التي تمّ تسخيرها للتدخل وفتح الطرق المقطوعة، إثر تساقط الثلوج بكميات كبيرة، خصوصا على مستوى شبكة الطرقات الوطنية والولائية وحتى البلدية لسمك الثلوج التي وصل الى أكثر من 40 سنتيمتر، ونفس الأمر بالنسبة لمقاطع الطرق المعنية فهي الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين بلديتي تاكسنة وبلدية جيملة، والطريق الوطني رقم 105، والطريق الولائي رقم 137 الرابط بين تاكسنة، سلمى بن زيادة والعوانة، الطريق الولائي رقم 135 أ و135 ب بين الشحنة، أولاد عسكر، وبرج الطهر والشقفة، ثم الطريق الولائي رقم 40 بين الميلية، السطارة، وغبالة، والطريق الولائي رقم 41 بين سيدي معروف وأولاد رابح ومنطقة بوطويل.
فقد قامت المصالح الولائية بأخذ كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي طارئ، من خلال تنصيب خلية متابعة وتفعيل مخطط إزالة الثلوج الذي أعدته مديرية الأشغال العمومية قبل بداية فصل الشتاء، ومخطط إزالة الثلوج الذي أعدته مديرية الأشغال العمومية مسبقا، تضمن تسخير 131 عاملا مهنيا متخصصا و125 آلية و21 كاسحة ثلوج، لفك العزلة عن القرى والمداشر التي قد تحاصرها الثلوج أو تقطع الطرق المؤدية إليها بفعل سوء الأحوال الجوية، حيث أن هذا المخطط قد قسم تراب الولاية إلى 04 أقطاب أساسية من أجل التدخل في حال الضرورة ويتعلّق الأمر بالقطب الأول الذي يتكون من بلديات زيامة، إيراقن وزيامة منصورية، أما القطب الثاني فيشمل بلديات تاكسنة، جيجل، جيملة وبني ياجيس، والقطب الثالث الشقفة، برج الطهر، الطاهير، وجانة، الشحنة وأولاد عسكر، والقطب الرابع يتكون من البلديات الشرقية للولاية وهي سيدي معروف، أولاد رابح، الميلية، أولاد يحيى، السطارة، غبالة والعنصر.
وقد أشرف العربي مرزوق والي الولاية شخصيا على عمليا فتح الطرقات وفك العزلة على البلديات والمشاتي التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج خلال الاضطراب الجوي، في هذا الإطار قام والي الولاية، بالتنقل إلى أعالي بلديتي زيامة منصورية وإيراقن سويسي أين قام بمعاينة العمليات الجارية وإعطاء التعليمات والتوجيهات اللازمة لفتح المسالك في أقرب الآجال.
هذه الخرجات الميدانية التي قام والي الولاية إلى ساعات متأخرة، سمحت له بمعاينة الوضع عن قرب والاطلاع على الظروف الطبيعية القاسية التي تجري فيها عمليات فتح المسالك كما مكنته من الاستماع إلى انشغالات المواطنين واحتياجاتهم.
كما قامت السلطات الولائية، إثر الاضطراب الجوي الذي تسبب في عزل عديد البلديات والمشاتي الجبلية بولاية جيجل بفعل التراكم الكثيف للثلوج، خلال الأيام الماضية، بتوزيع قرابة 150 قفة للمواد غذائية الضرورية على العائلات المحتاجة والمعزولة بمختلف مشاتي الولاية، كما قامت بتكليف فرقة طبية بالتنقل إلى هذه المناطق قصد القيام بالفحوص الطبية الضرورية، توفير الأدوية والتكفل في حالة الضرورة بنقل المرضى إلى العيادات والمستشفيات القريبة، وفي الميدان تم فتح كل الطرقات عبر كل بلديات الولاية.من جهة أخرى، قامت مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بجيجل بإرجاع التيار الكهربائي إلى كل البلديات التي سجلت انقطاع للتيار خلال تلك الأيام، وبدلت من أجل ذلك مجهودات معتبرة نظرا لصعوبة الوصول إلى مناطق سقوط الكوابل الكهربائية، كما قامت مؤسسة نفطال بتوفير كميات كبيرة من قارورات غاز البوتان لتلبية احتياجات المواطنين حيث يشرف رؤساء الدوائر على تحديد الاحتياجات والتنسيق مع مصالح نفطال قصد إيصالها إلى المناطق قد تسجل نقصا في هذه المادة.
وقد أشار مواطنون من البلديات المعزولة، إلى أنهم لم يتمكنوا من مغادرة بيوتهم، أو التوجه إلى مختلف المناطق لقضاء حاجياتهم، بسبب استمرار تساقط الثـلوج وتراكمها في مختلف الطرق والمسالك التي يستعملونها في تنقلاتهم، موازاة مع تأكيد مسؤولي بعض البلديات والمنتخبين غياب إمكانيات التدخل لفك العزلة عن المناطق المحاصرة، «وفي غياب كاسحات الثـلوج، اضطرت هذه الاخيرة، تمّ الاستنجاد بجرار وآلة لإحدى المقاولات للتخفيف من كثـافة الثـلوج بالطريق»، كما بادر بعض المواطنين في حملة تضامنية في المساهمة في فتح الطرقات والمسالك التي يستعملها السكان في قضاء حاجاتهم اليومية.
