يعرف التسيير الناجع لشؤون البلديات وتحقيق البرامج التنموية بولايتي عين الدفلى والشلف اللتان تسعيان من خلال تجسيدها إلى تحسين الإطار المعيشي للسكان، الذين انخرطوا في عملية تشاركية مع المنتخبين خلال اللقاءات التشاورية حول البرامج ومناقشة الصفقات العمومية للمشاريع ضمن مبدأ الشفافية التي تتفاوت درجتها من بلدية إلى أخرى، حسب طبيعة المنتخبين وتكوينهم ومستوى وعيهم يشير من تحدثوا إلينا.
وحسب المعطيات التي جمعتها “الشعب” من خلال لقائها ببعض المنتخبين ورؤساء الأحياء والجمعيات والنوادي المختصة، فإن التعامل والإحتكاك بين هذه المكونات والفاعلين في المجال التنموي يختلف من بلدية إلى أخرى، حسب ما سجلناه ميدانيا.
والمتاعب التي ظلّت تتخبط فيها بلدية الماين ذات الطابع الجبلي المنعزل خلال السنوات الماضية عرفت بعض الإنفراج حسب ما أكده لنا شباب هذه المنطقة الريفية بعين المكان، حيث أرجع هؤلاء المسألة إلى “طريق الحوار الذي انتهجه رئيس البلدية الجديد المدعو علي حباس في تعامله اليومي مع المواطنين ، كوننا نعرف إمكانيات بلديتنا التي تنعدم بها المشاريع الإستثمارية والوحدات الصناعية والمؤسسات الإنتاجية يقول محدثونا من أبناء الجهة”.
ولدى اتصالنا برئيس المجلس الشعبي البلدي للماين، أكد لنا ذات المسؤول ما أشار إليه الشباب وبعض الشيوخ الذين التقيناهم بإحدى المقاهي، حيث يتم مناقشة المشاريع وطرحها على المجتمع المدني سواء في شكل جلسات مع المنتخبين بقاعة الإجتماعات أو حتى بالشارع والأماكن العمومية، لأن المقترحات التي نجنيها من تبادل الآراء تحول إلى مشاريع بعد دراستها من طرف مسؤولي الدائرة بالروينة، وتحول إلى السلطات الولائية للبت فيها نهائيا.
كما يتم إحضار ممثلي السكان والجمعيات وبعض المقاولين أثاء فتح الأظرفة للصفقات العمومية والتشاور حول مداولات المجلس التي تخص الجانب التنموي، يقول رئيس البلدية الذي أكد لنا ليس هناك شيء نخفيه عن المواطن الذي نحن منه ونعيش بين أحضانه ونقاسمه اهتماماته وآلامه وأحلامه وطموحاته، فالشفافية أحسن وسيلة في التعامل معه بهذه البلدية الريفية الفقيرة والتي تتطلع لمشاريع هامة مستقبلا، كون أن الوالي يعرف أوضاع الجهة جيدا، وهو ما يتجسّد من خلال المشاريع الجارية والمبرمجة، يشير ذات المسؤول الذي ثمّن اللقاء الأخير لرؤساء البلديات والدوائر مع السلطات الولائية حول قضية الصفقات العمومية.
والحضور اليومي للمواطن ومراقبته للمجال التنموي والنقائص المسجلة سوء كان مسؤول البلدية على علم بها أم ظلت بعيدة عن نظره ، تلقى قسطا من المتابعة والإهتمام بأي ردة فعل سواء عن طريق الإحتجاج والتجمهر والشكاوي المجهة للجهات المعنية وقنوات الإعلام. لكن في كل الأحوال يقول رئيس بلدية أم الدروع محمد سايب هو دعم بغض النظر عن شكله وحجمه، فالإحتجاج الأخير وحوارنا مع المواطنين والإجتماع بممثلي الجمعيات والسكان بمكتب البلدية، ممكنا من مناقشة كل القضايا المطروحة بهدوء وتشاور مثمر، انتهى إلى وضع خطة عمل ساهمت في تخصيص مبالغ مالية من طرف السلطات الولائية لإتمام المشاريع وتهيئة الطريق وإصلاح الإنارة العمومية وقنوات الصرف الصحي.
فمثل هذه العلاقات بين المنتخبين والمجتمع المدني على حد قول رئيس الدائرة ومسؤول البلدية لواد الفضة سمح بوضع المواطن في الصورة وإعلامه بالبرامج السكنية التي منحتها الولاية للدائرة، وهي خطوة أزالت الضغط على المنتخبين، لكن لا يجب أن ينظر إلى مثل هذه اللقاءات على أنها مكاسب يستفيد منها المشاركون في الإجتماعات فقط، بل يوضع هؤلاء في مرتبة الممثلين للسكان في نقل انشغالاتهم بعيدا عن المصالح الشخصية التي يجعلها البعض أوراق ضغط، يقول أحد الشباب من منطقة زبابجة بذات البلدية.
غير أنّ منطق التعامل عند منتخبي بلدية الشطية مع الجمعيات المعتمدة بذات الإقليم يتمير بين المد والجزر بسبب نظرة هؤلاء إلى المنتخبين السابقين في العهدة الماضية، وهو ما ترك انطباعا سيئا لدى السكان والمجتمع المدني، غير أنّ النظرة المسجلة سرعان ما تغيرت بفعل التحول الإجابي لأعضاء المجلس البلدي الجديد حسب ما اطلعت عليه “الشعب” ميدانيا من معاينة متاعب التجمع السكاني سفاكتور بمنطقة الأرض البيضاء، حيث تمّ استباق الأحداث حسب رئيس المجلس محمد بونوة الذي سارع مجلسه لمناقشة كل مطالب السكان وأعد للمنطقة برنامجا تنمويا هاما يتكفل الانشغالات المطروحة، كما مكّن كذلك من تقريب ممثلي السكان ورئيس الجمعية من المشاريع المقترحة والمبرمجة والجارية، وهي خطوة يقول رئيس البلدية هامة في التقارب بين المواطن وهيئة المجلس لصالح تنمية المنطقة، يقول محدثنا.