بعد اهتراء واجهتها الخارجية وأجزاء داخلية

دعـــــــــــوة لإنقـــــــــــاذ الثانويـــــــــــة التقنيـــــــــــة بدلـــــــــــس

بومرداس: ز. كمال

 دار الصنعة، تسمية اشتهرت بها الثانوية التقنية العربي بن مهيدي بدلس بين أبناء المنطقة وروادها لأجيال متعاقبة من الثانويين الذين مروا على هذا الصرح العلمي التاريخي، الذي يعتبر من أقدم المؤسسات التعليمية في الجزائر، حيث تم تشييدها حوالي سنة 1880 وجلس على مقاعدها الدراسية ألمع الطلبة من داخل وخارج الوطن وتخرجت منها أنجح الإطارات الوطنية، لكنها مع الوقت بدأت تفقد بريقها العلمي وأكثر من هذا وصلت إلى حد التدهور والاهتراء وهي اليوم بحاجة إلى عملية ترميم وتجديد هيكلها العام وبالتالي إعادة مجدها الضائع.


الوضعية العامة المتردية للثانوية التقنية العربي بن مهيدي، وخوفا من استمرارها نحو الأسوإ وبالتالي تراجع مكانتها كإحدى أبرز المؤسسات التعليمية بولاية بومرداس، التي لطالما قدمت أفضل التلاميذ النجباء وتبوأت في أكثر من موسم دراسي المراتب الأولى على المستوى الولائي في شهادة البكالوريا، وكذا توقف مشروع إعادة التهيئة التي استفادت منه قبل سنوات، دفعت ليس فقط الأسرة التربوية من تلاميذ وأساتذة والطاقم الإداري للتعبير عن سخطهم من هذا الوضع، بل امتد إلى قدماء تلاميذ المؤسسة الذين مروا بها في فترات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث دق هؤلاء ناقوس الخطر، والتكتل في مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تنظيم لقاء قبل حوالي أسبوعين بالثانوية من أجل إعادة إحياء جمعية الثانوية التقنية التي أنشئت سنة 90، وعرض صور كارثية للحالة التي آلت إليها أقسام المؤسسة، الساحة والورشات.
كما ناشدت مصادر أخرى من الأسرة التربوية، تحدثت لـ «الشعب»، مديرية التربية لولاية بومرداس، التحرك العاجل لتجسيد مشروع تهيئة شامل للمؤسسة لا يقتصر فقط على بعض العمليات التجميلية السطحية التي استفادت منها الواجهة الخارجية والمدخل الرئيسي قبل سنوات، بل القيام بعملية ترميم شاملة وتجديد الأسقف المتهاوية جراء نفاذ مياه الأمطار داخل قاعات التدريس، بالورشات وحتى المطعم والمخزن الرئيسي، ناهيك عن خطورة سقوط بعض الجدران على التلاميذ، وهي كلها انشغالات تنتظر استجابة والتفاتة إيجابية من الوصاية، خاصة وأن المؤسسة، ونظرا لموقعها الاستراتيجي وثقلها التاريخي، وتراجع دورها التقني البحت بفتح شعب للعلوم الإنسانية، أثير حولها الكثير من الجدل واللغط بشأن إمكانية سحبها من قطاع التربية بعد فتح الثانوية الجديدة وتحويلها إلى معهد تكوين متخصص. لكن لا هذا ولا ذاك تحقق. فلا هي تخصصت ولا هي تجددت، بحسب بعض التصريحات، التي استقتها «الشعب».
ولم تسلم المؤسسة من انتقادات الأسرة التربوية العاملة، بل امتد أيضا إلى الأساتذة الذين يستفيدون من دورات تكوينية وتربص ميداني للناجحين في مسابقات التوظيف، منهم دفعة المقتصدين لهذه السنة القادمين من ولايات البليدة، البويرة إضافة إلى ولاية بومرداس بتعداد فاق 80 متربصا، حيث عبر بعضهم عن عدم رضاه على حالة المؤسسة، بالخصوص الداخلية التي تستقبل المتربصات.في انتظار تحرك مديرية التربية لإنقاذ هذا الصرح العلمي وتثمين عشرات السنين من جهود الأساتذة والتلاميذ الذين مروا يوما من هنا، بينهم الفرنسيون والأفارقة وحتى عديد الشخصيات السياسية المرموقة وإطارات نقابية معروفة، تبقى دار الصنعة المتربعة على هضبة الجناح الأخضر المطل على الميناء القديم يتقاطع إشعاعها العلمي بنور وضوء منارة الولي الصالح سيدي عبد القادر ومنارة بن غوث المقابلة لها. وأكيد لن ينطفئ نورها بإرادة المخلصين من أبنائها وتلاميذها وكل طاقم أسرتها التربوية المتطلعين لمستقبل أفضل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024