في جولة قادت “الشعب” الى بعض أسواق مدينة سطيف، خاصة أسواق الجملة بحي المذبح البلدي، وسوق الخضر والفواكه بالقرب من وسط المدينة، وحتى أسواق التجزئة، لاحظنا حركة تجارية عادية، حيث تتوفر مختلف السلع الواسعة الاستهلاك، غير ان الملاحظ فعلا ،هو نقص ملموس في الإقبال على الشراء، بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى كثير من المتسوقين من ذوي الدخل المحدود، خاصة في المواد الكمالية التي بدأت تشهد ارتفاعا في أسعارها بزيادات معتبرة عن المألوف، وعلى سبيل المثال فاكهة الموز التي تجاوز سعرها 400 دج، مع نقص كبير في عرضها.
هكذا، وفي سوق الجملة للمواد الغذائية كانت لنا بعض الدردشات مع التجار الباعة والمتسوقين فأكدوا أنهم يمارسون التجارة ولا دخل لهم بغيرها، وهمهم الوحيد هو تحقيق الارباح في الحلال، ولهذا فإن معظمهم لم يرفعوا الأسعار للسلع حتى تلك الموجودة في مخازنهم قبل 1 جانفي، مؤكدين ان التجارة ليست ربحا فقط، وإنما أخلاق كذلك ورحمة بالمستهلكين، لأنهم واعون بصعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمستهلكين، وقد لا حظوا ذلك من خلال نقص الطلب ما أدى الى نقص الاستهلاك.
في سوق الخضر والفواكه بحي “عباشة عمار” المعروف بسوق لندريولي، والذي يحظى بإقبال شعبي كبير، فقد لاحظنا كثافة للمتسوقين كالعادة، مع توفر للسلع، وبأسعار مقبولة نسبيا، حيث لم تشهد زيادات مقارنة بالأسبوع الماضي، وعلى سبيل المثال تعرض البطاطا بـ 45 دج للكيلوغرام، والبصل بنفس السعر والبسباس بـ 40 دج، والجزر يتراوح بين 30 الى 50 دج، بحسب النوعية، أما الفواكه فقد طغى عليها البرتقال بأسعار متباينة من 75 الى 120 دج، بحسب النوعية أيضا، والتفاح المحلي بـ 120 دج، كما عرفت أسعار الدجاج انخفاضا ملموسا بسعر 240 دج للكيلوغرام.
في المحلات الكبرى للتجزئة للمواد الغذائية،عاينا إقبالا متواضعا على غير العادة، حيث أكد لنا بعض التجار ملاحظتهم لانخفاض الاستهلاك والتسوق قليلا، منذ عدة أسابيع، وارجعوا ذلك الى ضعف ملحوظ للقدرة الشرائية لكثير من المواطنين.