الأحياء السكنية الجديدة التي استفاد منها المواطنون سلمت لهم في حلة فاخرة عمرانا وديكورا وهندسة، والأكثر من هذا نظافة داخليا وخارجيا، وفي كامل المحيط هذه الفضاءات والمساحات الخضراء.. مع وضع كل الأدوات من حاويات وغيرها في خدمة السكان وقريبة منهم.
هذا المنظر للأحياء في كوريفة أو جنان السفاري وفي جهات لا تعد ولا تحصى هي الآن تحت مسؤولية السكان للحفاظ عليها من كل تعد أو تشويه، وفي هذا السياق تعتزم ولاية الجزائر إيفاد فرق خاصة إلى هذه الأماكن قصد تحسيس هؤلاء بأهمية حماية الوسط الذي يقيمون فيه.
مهمة هذه المجموعات أو الأفواج المشكلة من أعوان مختصين في مجال التواصل الاجتماعي إخطار السكان بالفوائد المتولدة عن مرافقة هذه الأحياء في جانب تفادي الإضرار بالتجهيزات الموجودة بها.
هذا العمل التوعوي لولاية الجزائر له البعد الاستباقي قصد ترقية الفعل الحضاري والسلوك المدني عند السكان، خاصة أولائك الذين كانوا في الأحياء القصديرية، ضروري التحاور معهم في هذا الشأن ومطالبتهم بعدم إدخال أي تعديلات على العمارات والساحات التي قد تؤثر على المشهد العام للأحياء.
التجربة حاضرة في أذهان الكثير الذين سجلوا تجاوزات في بعض الأحياء، وهذا عقب إقدام البعض من السكان على تسييج مربعات من التراب غرسوا فيها أنواعا من النباتات، بالإضافة إلى ضمّ أجزاء منها إلى القاطنين في مدخل العمارة، زيادة على الكتابة عبر الجدران، لأسماء الفرق وغيرها.
هذه التصرفات موجودة ولا يمكن نكرانها أو القفز عليها لذلك تحركت ولاية الجزائر من أجل أن تكون في الموعد المقرر لهذه العملية لدعوة كل قاطني هذه الأحياء التحلي بروح المسؤولية.
عليه فإن هذه الأحياء الجديدة مطالبة بأن تندمج في المسعى العام القائم على إنشاء الجمعيات ولجان الأحياء التي تجمع ممثلين تخوّل لهم مهام الإشراف على شتى النشاطات على مستوى تلك الفضاءات، منها التنسيق مع السكان، فيما يتعلق بالمسائل اليومية كالمحافظة على هذا التراث العمراني ومتابعة وضعية الإنارة، النظافة، البيئة رفع النفايات، مواقف السيارات، السكنية والأمن، هذه الانشغالات تتكفل بها هذه الأطراف بشكل نظامي وقانوني لتكون من صلاحياتها الأساسية. لابد من أن يتحرك سكان هذه الأحياء في هذا الاتجاه لسد هذا الفراغ وكذلك التأسيس لواقع جديد هنا وهناك، وإحلال هذه المؤسسات التابعة للمجتمع المدني محل المصالح الإدارية لتكون الوسيط بين البلدية والمواطن في العمل جنبا إلى جنب في كل الحالات أو الظروف المطلوبة كإشعار السكان بأهمية ما استفادوا منه ليبقى لصالحهم.
