“الشعــــب” تستطلــــع التّنميــــة المحليـــة ببلديــــة بربــــوش بـعــــين الدفلــــى

السكان يطالبون بفك العزلة وتفعيل برنامج السكن الرّيفي

عين الدفلى: و ــ ي ــ أعرايبي

لايزال الواقع التنموي ببلدية بربوش الريفية الواقعة شرق عاصمة الولاية عين الدفلى عن بعد أزيد من 64 كيلومتر بالمحاذاة مع الشريط الغابي لبلديات المدية يعرف متاعب ومعاناة يومية للسكان، وهذا بسبب شح البرامج القطاعية والولائية للمخصصة للبلدية التي تنعدم بها المداخيل الجبائية منذ التقسيم الإداري. لذا يأمل أبناؤها أن تكون السنة القادمة فاتحة لعمليات تنموية بعدما سجل منتخبوها إقتراحات وطووا عاما لم يغير من يومياتهم إلا النزر القليل من هذه المتاعب التي مازالت عالقة لحد الساعة.

الوضعية التي وقفنا عليها في بلديات زدين وواد الجمعة وبلعاص والحسانية لا تختلف عن بلدية بربوش، التي لم تستطع رفع مظاهر الغبن على سكانها الذين قهروا الجماعات الدموية وأفشلوا محاولتهم لعزل المنطقة الواقعة في أقصى شرق الولاية كونها متاخمة للمناطق الغابية لولاية المدية، لكن من جانب آخر عجزوا على مقاومة النقائص التنموية بسبب شح البرامج لتلبية الإنشغالات التي طالما رفعها هؤلاء البسطاء، لتكون نهاية 2016 كباقي السنوات المنصرمة باستثناء بعض العمليات المحققة والتي تعد على الأصابع حسب السكان والمنتخبين، الذين رفعوا حزمة من المطالب للسطات الولائية في معاينتها الأخيرة لإقليم البلدية يقول رئيس البلدية الطاهر بلمصطفاوي في لقاء مع “الشعب”.
واقع العزلة التي تتخبط فيه المنطقة بالرغم من تهيئة الطريق الرابط بين المجمع السكاني للعمرة ببلدية واد الشرفة بالخرسانة الزفتية لازال مطروحا دون إقليم البلدية عبارة عن مداشر ذات طابع فلاحي بامتياز، حسب الفلاحين ح ـ جلول وم ـ أمحمد من قرية بربوش مقر البلدية حاليا، حيث كان هؤلاء يودون تسجيل برنامج يتعلق بشق المسالك الفلاحية التي من شأنها السماح لهم بخدمة أراضيهم ومتوسيع نشاطهم ونقل منتوجاتهم وتحرك العتاد والجرارات والحصادات بإتجاه هذه المساحات الشاسعة ذات المردود المرتفع في انتاج القمح الصلب واللين، بالإضافة إلى تربية رؤوس الأبقار كما هو الحال بمنطقة مردومة وأولاد بقرة وأولاد علي التي تبعد عن مقر البلدية من 7 إلى 10 كيلومترات، يقول محدثونا من أبناء الناحية الذين يأملون في الالتفاتة إلى مطالبهم بهدف ضمان الاستقرار والإستمرار في ممارسة نشاطهم الفلاحي الذي تعتمد عليه سكان المنطقة، يقول رئيس المجلس البلدي لبربوش.
ويأمل السكان المستفيدون من برامج السكن الريفي بمداشر بربوش أن تجد مصالح سونالغاز لهم حلا من رفع الغبن عن يومياتهم، بعدما شكل عدم ربط سكناتهم بالتيار الكهربائي معضلة حقيقية، حيث لازالت البيوت تعتمد على الشموع  خاصة من المستفيدين من حصة 1380 إعانة ريفي، وقد أرجع هؤلاء المحرومين من هذه المادة إلى عدم مرافقة هذه البرامج بمشروع من طرف مصالح سونلغاز بالولاية. هذه الوضعية التي رفعها هؤلاء إلى المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية والتي لام ذات المصالح على هذه الوضعية، مطالبا الأخيرة بمرافقة كل برنامج سكني بمشروع حتى تسلم السكنات كاملة للمواطن.
ومن جانب آخر، فإن تجديد شبكة الماء الشروب إستعدادا لبرنامج وعد به الوالي لتزويد المنطقة من مياه سد غريب لقي إرتياحا بين أوساط السكان خلال سنة 2016، فيما لازالت معضلة الصرف الصحي مطروحة بحدة نظرا لتدهور الشبكة التي تعود إلى عهد السبعينات أين تم فتحها كقرية فلاحية، لكن الإنفجار السكان الذي شهدته جعل هذه الشبكة غير قادر على إستيعاب الضغط للتوسع العمراني، وهو تحدي آخر يأمل السكان أن يختفي خلال السنة القادمة، وهذا بعدما اقترحت البلدية ضمن مخططها هذه العملية رفقة الربط بالغاز والماء الشروب ضمن أولويات المخطط التنموي بالناحية الذي قدمه المنتخبون بالناحية كون أنّ المناطق التي تعاني من التزود بالماء الشروب اتّسع نطاقها هي السوايدية وأولاد نوال والسعايدية، بالإضافة إلى حذيفة والروايضية والعطايلية والبساكرية.

اكتظاظ بالمؤسّسات وانعدام ثانوية يؤرق أولياء التّلاميذ

 عملية تقييم المسار التنموي في القطاع التربوي بانقضاء هذه السنة لم ينظر إليه بعين الرضى من طرف سكان بربوش، الذين يعيش أبناؤهم ظروفا متعبة كما هو الحال بتلاميذ الطور الثانوي الذين ينتقلون في ظروف قاسية إلى بلدية الشرفة التي تبعد بحوالي 16 كلم، وهذا في نقص حافلات النقل المدرسي خاصة القادمين من مداشر حذيفة وسعايدية.
ومن جانب آخر، فإن حالة الإكتظاظ التي يؤرق تلاميذ مدرسة بوشروح الطيب التي بها 15 فوجا تربويا تدرس في 10حجرات، الأمر الذي حتم عليها اللجوء إلى نظام الدوامين، وهو عمل مرهق للفريق التربوي ومتعب للتلاميذ، الامر الذي يتطلب انجاز مؤسسة أخرى أو توسعها ذات المدرسة بزيادة أقسام لفك العجز المسجل، يقول الفريق التربوي للمدرسة التي بها حسب مصادرنا 473 تلميذا بعض منهم يقطعون 4 كلم خاصة من مداشر العطايلية وبساكرية والسوايدية، يحدث هذا في ظل وجود 3 مدارس مغلقة لحد الساعة، وهذا بسبب النزوح الريفي التي عرفته عدة قرى بسبب الوضع الأمني المتردي آنذاك.
ومتاعب قطاع الصحة بإقليم البلدية مطروح بحدة، فاعتبار عيادة متعددة الخدمات لازال بعيدا عن حجم هذه التسمية بل هو في حقيقة الأمر قاعة علاج بالنظر إلى الخدمات التي تطلع بها، حيث صارت لاتلبي الخدمات والإحتياجات المنوطة بها، فعلى الرغم من عملية الترميم التي طالتها في وقت سابق إلا أن وضعها الحالي ليس على ما يرام، حيث تعاني من نقص التجهيزات وانعدام المداومة الطبية الليلية وأيام العطلة الأسبوعية.
هذه الوضعية جعلت أبناء المنطقة يطالبون بإنجاز عيادة متعددة الخدمات للتكفل الصحي بالمرضى، خاصة في الحالات الإستعجالية أين يتعذر على المرضى التنقل إلى دائرة جندل التابعين لها إقليميا بسبب الهاجس الأمني ليلا وارتفاع حجم فاتورة مصاريف النقل.
ولازالت مشكلة ضعف الجيوب العقارية بالبلدية يحد من أي توسع عمراني، وهو ما يتطلب من المصالح الولائية النظر في مصير هذه البلدية التي حصة ضئيلة من السكن الإجتماعي الذي لا يتعدى 70 وحدة سكنية في وقت أن عدد الطلبات المسجلة فاق 300 ملفا، الأمر الذي يجعل عملية التلبية رغبات السكان مستحيلة. لذا فتدعيم  المنطقة بحصص من السكن الريفي يعد إجراء حتميا للتخفيف من الضغط المسجل، وهذا بالرغم من منح المنطقة حصة 600 إعانة مع زيادة وصلت إلى 100 إعانة أخرى تم توزيعها حسب رئيس البلدية بلمصطفاي الطاهر، الذي ناشد السلطات الولائية بالإلتفاتة إلى هذه المنطقة التي مازالت تعاني تنمويا، آملا أن تؤخذ العمليات المقترحة بعين الإعتبار، يقول ذات المنتخب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024