تتوقّع المصالح الفلاحية بسكيكدة تراجع إنتاج الزيتون في حملة الجني لهذا الموسم ممّا أدّى إلى ارتفاع الأسعار، حيث بلغ اللتر الواحد من الزيت من النوعية الجيدة حدود 70 دينار على مستوى المعاصر.
أرجعت ذات المصادر سبب ذلك إلى تأخر تساقط الأمطار مع بداية فصل الخريف، حيث لم يُساعد الجفاف على نمو الثمار بشكل طبيعي، وأسفر الجفاف إلى انكماش الحبات وتساقطها قبل بلوغها مرحلة النضج، ممّا قلّص من الكمية. ويشتكي الفلاحون كل موسم من نقص اليد العاملة في الجني، ما يجبرهم على الاعتماد على العائلات التي لها خبرة في هذا المجال.
ومع قلة محصول الزيتون سجل ارتفاع في السعر هذا الموسم، حيث تعدى ثمن اللتر الواحد من النوعية الجيدة 700 دج، فيما كان يتراوح ما بين 500 و600 دج للتر، وأوضحت مصادرنا بأن كمية الزيت المتوقعة مع تواصل حملة الجني ستعرف انخفاضا مقارنة بالعام الماضي.
كما سجل تأخر الانطلاق الفعلي لجني المحصول خاصة أنه من المعتاد الشروع في جنيه ابتداء من منتصف شهر نوفمبر من كل سنة، حيث اقتصرت العملية على بعض العائلات التي تمتلك بساتين صغيرة وتقتات على عائدات البيع، وأوضحت مديرية القطاع بأن محصول الزيتون الذي سينتج سيوجه إلى 73 معصرة، منها 13 معصرة عصرية نصف آلية عبر إقليم الولاية على غرار الحروش وعزابة وعين قشرة وتمالوس.
كما توقّعت المصالح الفلاحية ارتفاع مردود الهكتار الواحد من منتوج الزيتون إلى 45 قنطارا بزيادة ستصل إلى 10 قناطير، على مستوى بلديتي عين شرشار وبكوش لخضر شرقي الولاية، بعدما لم يتجاوز مردود الهكتار الموسم الفلاحي الماضي حدود الـ 35 هكتارا.
وأرجعت ذات المصالح سبب التحسن في مردود منتوج الزيتون بالجهة الشرقية للولاية، إلى اعتدال درجة الحرارة خلال مرحلة تشكل أزهار الأشجار وكذا توفر الكمية الكافية من مياه الأمطار، وفي الوقت الذي يتوجه عدد معتبر من فلاحي المنطقتين نحو هذه الشعبة الفلاحية باعتبار أنها تتعلق بثقافتهم التي توارثوها أب عن جد، ولرواج المنتوج بين العائلات السكيكدية، إلا أن الطرق المتبعة في غرس الأشجار وفي جني محصوله لا تزال بعيدة كل البعد عن التطور الحاصل في المجال الزراعي سواء من حيث التقليم واستخدام الأسمدة، كما أن تجديد الأشجار يتم إلا في حالة وصول الأشجار إلى مرحلة متقدمة من الشيخوخة، وبلوغ المساحة المغروسة بأشجار الزيتون عبر كل من بلديتي بكوش لخضر وعين شرشار تبلغ 1065 هكتار منها 639 هكتارا بعين شرشار.