تتواصل بسيدي بلعباس حملة الحرث والبذر في ظروف وصفتها المصالح الفلاحية بالجيدة بعد إرتفاع نسبة الأمطار إلى أزيد من 70 ملم منذ إنطلاق الحملة شهر أكتوبر الماضي، وهو الأمر الذي ساهم في تدارك الفلاحين للتأخر واستبشارهم خيرا بالموسم الفلاحي الحالي.
تجاوزت نسبة الأهداف المسطرة بعد أن بلغت 30 بالمائة أي ما يعادل 52 ألف هكتار، منها 10 آلاف هكتار من القمح الصلب، 13700 هكتار من القمح اللين ، 23900 هكتار من الشعير و3890 هكتار من مادة الخرطال. في حين تقدر الأهداف المسطرة بحوالي 172 ألف من الحبوب مع توقع جني ما يفوق 2 مليون قنطار من الحبوب بمختلف أنواعها.
هذا واستطاعت تعاونيات الحبوب الأربع المنتشرة عبر الولاية توزيع حوالي 85 ألف قنطار من الحبوب بين المعالجة والعادية بعد تجميعها لـ 134 ألف قنطار خلال حملة الحصاد والدرس المنصرمة، منها 45 ألف قنطار من البذور المعالجة و62 ألف قنطار من العادية هذا وتم توزيع 11 ألف قنطار من أسمدة العمق من جملة 18 ألف قنطار.
يكمن التحدي هذا الموسم في توسيع البذر الميكانيكي واتباع السير التقني والحديث من أجل تحقيق الأهداف المسطرة والقضاء نهائيا على مشاكل توزيع البذور بالمناطق الجنوبية، هذه الأخيرة التي إشتكى عديد فلاحيها من تأخر عملية التوزيع التي قد يصل مداها حتى شهر جانفي، الأمر الذي ينعكس سلبا على عملية الحرث والبذر، في حين إشتكى آخرون من رداءة نوعية البذور خاصة بذور القمح اللّين.
في هذا الصدد، أكد بعضهم أن السبب في الرداءة يرجع أساسا إلى اختلاط البذور المحلية بتلك المستوردة بأثمان زهيدة والتي يبيعها أصحاب المطاحن للمضاربين الذين يقومون بتحويلها إلى التعاونيات أوقات جني المحصول.
هذا في الوقت الذي طالب فلاحو المناطق الواقعة بإقليم بلدية المرحوم جنوبا برفع التجميد عن عملية حرث الأراضي السهبية، خاصة تلك المتواجدة بمنطقة الفيضة والتي أكدوا أنها أراضي فلاحية أكثر منها رعوية تنتج كميات معتبرة من الحبوب تصل إلى 500 قنطار وتفوق الألف القنطار في المواسم الزراعية الماطرة.
عن السقي التكميلي الذي يعد إجراءً إحترازيا، تم توجيه الدعم لإقتناء أجهزة الري التكميلي لتحقيق مساحة مسقية تصل 3 آلاف هكتار، منها 1340 هكتار من القمح الصلب، 880 هكتار من القمح اللّين و780 هكتار من الشعير.
يذكر أن الموسم الماضي عرف متابعة 2300 هكتار بعملية السقي التكميلي بعد أن دعمت المصالح الفلاحية إقتناء 461 جهاز للرش المائي، لكن رغم هذا تبقى المساحة المسقية ضئيلة، مما يتطلب بدل الجهود إضافية لتوسيع عملية السقي.
في نفس السياق ولإنجاح الموسم الفلاحي، تم وضع برنامج تحسيسي توعوي من أجل الإستعمال العقلاني للأسمدة والأدوية بهدف تحسين المردودية مع ضمان معالجة فعالة للأراضي الزراعية ضد الأعشاب الضارة التي تكاثفت مؤخرا بفعل التساقطات لتصبح منافسا للمحاصيل الزراعية، وفي هذا الصدد، تم وضع برنامج بالتعاون مع المهنيين والمعاهد لتنظيم أيام إرشادية لفائدة الفلاحين قصد تعميم تطبيق المسار التقني والحد من بعض التصرّفات كتجاوز فترة التسميد ومكافحة الأعشاب الضارة، الإستعمال المفرط لصنف واحد من البذور، عدم إستعمال آلات الحرث العميق والبذر بدون إستعمال المكننة.