باشر فلاحو الجهة الجنوبية لولاية تيارت عمليتي الحرث والبذر منذ عدة أيام في جو تطوعي بعد انتظار طويل لسقوط الامطار التي جاءت في الوقت المناسب، كما قال الحاج «كراك» فلاح من بلدية مدريسة المشهورة بزراعة الحبوب، وحسب محدثنا فإن الشح الأخير أخّر عملية الحرث وكان فرصة لإعادة قلب الأرض قبل حرثها، وهي الطريقة الأنجع لاستخراج التربة الباطنية وجعلها تطفو على السطح، وتعرضها لأشعة الشمس وتفضي العملية الى حصولها على الغذاء والصلابة.
بداية عمليتي الحرث والبذر جاءت كذلك في الايام التي يتساقط فيها الجليد بكثرة، والذي يؤثر سلبا على المزروعات ولاسيما الحبوب ولذلك يتم الحرث مبكرا حتى تختزن الحبوب داخل التربية وتقوم بعملية التخمر طيلة عملية تساقط الجليد حسب محدثنا، زيادة على تجنب العمل الفلاحي في الايام القادمة التي تتميز ببرودة شديدة بتيارت ويصعب حتى مسك مقود الجرار كما يقول أصحاب الاختصاص. وقد استفاد جل الفلاحين المسجلين لدى تعاونيات الحبوب والخضر الجافة بولاية تيارت من حصصهم في الحبوب أو «الزريعة» كما يصطلح عليه لدى الفلاحين، غير أن مشكلة نقص عتاد الحرث والبذر لم يعد يطرح المشكل منذ سنوات بعد أن أصبح لكل 5 فلاحين جرار على الاقل لكون السوق تتوفر على الجرارات ولواحقها من أراد اقتناء جرار، ويبقى تساقط الامطار بعد شهر هي أمنية كل فلاح أن تنتعش الحبوب وتخرج فوق الارض ليطمئن الفلاح على فلاحته وارضه.