«عنصر القردة بالشفة»

مساحة للترفيه والراحة النفسية

فاطمة الزهراء /ب

يعد مركب عنصر القردة الواقع على بعد ٦٠ كيلومترا من العاصمة و١٨ كيلومترا من ولاية البليدة والمدية أحد الاستثمارات السياحية الخاصة الناجحة في الجزائر، بعدما استطاع مسيره الحاج حسان بخيتي في ظرف قياسي استعادة زبائنه من السياح المحليين والأجانب بفضل تأهيلات واسعة شملت مرافق المركب من الفندق والمطعم وحضائر الحيوانات أعادت بريقه وسحره الفتان بعد أن افتقده في العشرية الحمراء.

ففي إطار ساحر وجذاب وعلى منعرج ضيق بالشفة يقع المركب السياحي «عنصر القردة» المعروف عالميا حيث زارته العديد من الشخصيات ووسط إطار طبيعي خلاب يستقبل المركب يوميا عشرات العائلات الجزائرية التي تهدف إلى قضاء أوقات ممتعة وتبحث عن هواء منعش تستنشقه.

إمتزاج سحر المكان بإبداع الإنسان

وأنت تكتشف سحر المكان تجد في خدمتك عمالا طيبين في إطار طبيعي فريد من نوعه في الجزائر كلها، فهو يجمع بين مجرى مائي دائم تتدفق مياهه بنعومة في شلالات تأتي من منابع طبيعية والتي اشتق منها اسم المؤسسة، وحواجز مائية تسبح فيها البط والإوز، وحظيرة حيوانات تضم مختلف الأنواع والأعمار مثل النعام، الديك البري، الحمام، النسور، العقاب، الذئاب وغيرها من الحيوانات البرية الأليفة. وعندما توجه بصرك إلى الطرف الأعلى حيث الجبال تمتد شامخة يقابلك منظر القردة وهي تتجول بكل حرية وتنزل من الجبال لطلب الأكل من الزوار، وبالطرف الآخر نصب مطعم غني وثري بأسعار مناسبة في ديكور خلاب يقدم أكلات برع الطهاة في تقديمها للزوار وتشكل وجبة الكسكسي والمشوي أهم الأطباق، فيما يقابله صالون للشاي بأسلوب شرقي وقاعة حفلات تتسع لما يقل عن ٢٠٠ شخص، إضافة إلى فندق عصري يتوفر على كافة أسباب الراحة، ومحل لبيع البيتزا ذات اختيار متنوع، وكشك يقدم مختلف السكريات حتى «لحية بابا» التي تدخل البهجة في نفوس الأطفال، مقومات كلها تجسد مفهوم السياحة العائلية أو الشعبية التي طالما ألحت السلطات العمومية على إيلاء الأهمية لها .

٣ملايير سنتيم لإعادة الحياة للعنصر

إعادة الحياة لمركب عنصر القردة لم يكن بالشيء اليسير، فقد تطلب ذلك عزيمة فولاذية ورغبة عميقة للنهوض بهذا الفضاء الترفيهي الجذاب بعد أن طالته أيادي التخريب في سنوات التسعينيات،وحولته إلى هيكل بدون روح لعدة سنوات، ويقول المجاهد الحاج حسان بخيتي، مسير المركب لـ«الشعب»، أن عنصر القردة الذي أنشأ سنة ١٩٦٦ على بقايا أطلال ثكنة عسكرية فرنسية ظل يشتغل على مدار أيام الأسبوع وسجل في الفترة مابين ١٩٨٥ إلى ١٩٨٠ انتعاشا في مجال السياحة، حيث كان يستقبل هذا الفضاء الترفيهي سواحا أجانب قدموا من أوروبا ومن مختلف بلدان العالم، من بينهم دبلوماسيين وسياسيين ورجال أعمال لم يستطيعوا مقاومة جماله الآخاذ، ولكن بعد الثمانينيات يضيف الحاج بخيتي بدأت الأمور تنحدر لتغلق أبواب العنصر في وجه السياح لمدة ٦ سنوات من سنة ١٩٩٧ إلى ٢٠٠٣، حيث طالته أيادي التخريب وكادت أن تأتي عليه كلية، لنقرر إعادة فتحه تدريجيا بعد أن خصصنا ٣ ملايير سنتيم لتأهيله من جديد وقد تم هذا بمساعدة والي ولاية البليدة والسلطات المحلية لبلدية الشفة، ورويدا رويدا بدأت العائلات الجزائرية تتعود عليه وبدأت وفود الزوار تعود في قوافل إلى المكان بعد أن هجرته لسنوات .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024