استهلّ السيد ويشار عبد الغني، رئيس بلدية الكاليتوس حديثه معنا بإعطاء خلفية للأحداث المأساوية التي كانت هذه الجهة مسرحا لهاخلال مرحلة التسعينات، ممّا أدخلها في تيه وضياع لفترات طويلة جدا، خاصة من ناحية آفاق التنمية والخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، كتوفير المياه الصالحة للشرب، إقامة قنوات الصرف الصحي، تعبيد الطرقات، الصحة، النقل والمؤسسات التربوية.
هذه المحاور يراها السيد ويشار من الأولويات التي تتطلّب مزيدا من المتابعة الميدانية والمرافقة المستمرة، كونها لها علاقة مباشرة بانشغالات الساكنة، ولا يخلو أي فضاء محلي من تكاثر المطالب بخصوص تسوية حالات معينة لها علاقة بالواقع.
العقار الفلاحي...المصدر الوحيد
والملف الأكثر حضورا لدى مسؤولي البلدية ذلك المتعلق بالعقار، وكل ما في الأمر في الوقت الحالي هو وجود قرارات إدارية لا أكثر ولا أقل، بعيدة كل البعد عمّا يعرف بالتسوية النهائية، لأنّ هناك حالات موجودة كوجود عقار مستغل بطريقة أو بأخرى، لأنّ الذهنية السائدة لها صلة وثيقة برؤية كل الديكور “بيطون”، هذا لا يمنع أبدا من التركيز على مفهوم البلدية الحضارية التي تولي العناية كل العناية بمختلف القطاعات.
والإشكال الذي تسجّله الكاليتوس هو أنّ كل العقار المتواجد لديها له طابع فلاحي، وليس هناك أراضي لها صفة أخرى تقدّر النسبة بحوالي 98٪، وتغيير طبيعة هذه المساحات يكون عبر إجراءات قانونية لا تتطلّب الكثير من المساعي، لكن الاشكال يكمن في وتيرة تسليم الوثائق المطلوبة في الوقت المرجو.
وبالرغم من ذلك، فإنّ هذا الحاجز لم يعترض إرادة مسؤولي البلدية من أجل المضي قدما باتجاه تشييد المزيد من المشاريع الحيوية لصالح السكان.
نحو رقمنة ملحقات الحالة المدنية
تعتبر الكاليتوس من البلديات الرّائدة في استعمال الاعلام الآلي من أجل رقمنة وثائق الحالة المدنية، وهذا ما ساعد على تلافي كل الازدحام أو الاكتظاظ في المصالح التابعة للبلدية، يكفي فقط إدخال رقم العقود وفي لحظات تسلّم للشخص المعني، ويمكن لأيّ مواطن في الكاليتوس أن يرسل طلباته عبر الأنترنيت ليلا ليجد أوراقه جاهزة في اليوم الموالي.
وقد سارعت البلدية إلى رقمنة الحالة المدنية منذ 2008 بالرغم من ظهور تحفّظات لدى البعض من الاداريين، إلاّ أنّ مع مرور اتّضح بأنّ القرار كان صائبا ومطابقا للقانون، كونه أعطى إضافة ملموسة للتوجه القائم على مبدأ تسهيل الخدمة على مستعملي المرفق العمومي، والعمل القادم هو رقمنة الملحقات وستبدأ مع ملحقة “النخلة” التي ستدشّن اليوم وإلى غاية 5 جويلية، ومع وجود الموقع عبر الشبكة العنكبوتية تمّ تسهيل اهتمام الناس بهذا الجانب.
ثمّن السيد ويشار مسعى ما يعرف بلجنة المدينة “كوفيل”، وبمجرد تولّيه مهامه انطلق في لقاءات ماراطونية مع سكان البلدية بدأت في 12 ديسمبر واستغرقت إلى غاية 9 جانفي، وهذا باستقبال قاطني أحياء بأكملها يأتون في حافلات لمناقشة كل القضايا التي تطرأ على مستوى الجهات التي يسكنونها.
وامتدادا لذلك، فإنّ مسؤؤلي البلدية قرّروا الذهاب بعيدا في هذا الاطار وهذا من خلال وضع إطار تشاوري يسمى بمجلس للعقلاء، يكون بمثابة فضاء لحل المشاكل القائمة ولا يستبعد أن تعرض عليه الميزانية، كما أنّ هناك تفكيرا معمّقا لإقامة مجلس للصلح.
