مشاريـع رياديـة تتجـاوز الأنمـاط التقليديـة

الجلفـة..برامج طلّابية لتنميـة ثقافــة المقاولاتيـة

موسى دباب

تشهد ولاية الجلفة حركية متنامية في تعزيز ثقافة المقاولاتية وتشجيع المبادرات الشبابية، بفضل جهود الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية “ناسدا” التي ترافق أصحاب الأفكار المبتكرة لتحويلها إلى مشاريع اقتصادية ناجحة ذات قيمة مضافة. وقد أسهمت هذه المبادرات في إطلاق مشاريع شبابية متنوعة في قطاعات التحويل والصناعة والفلاحة والخدمات، وتحويل الأفكار إلى مؤسسات واعدة.

أكد مدير الوكالة الولائية لدعم وتنمية المقاولاتية “ناسدا”، مشلفخ ميلود، أن دار المقاولاتية لعبت دورا محوريا في صقل مهارات الطلبة، ضمن إطار التعاون بين الوكالة والجامعة، وبموجب الاتفاق بين الوزارتين، حيث مكنتهم من اختيار مشاريعهم وإدارتها بفعالية، ما أسهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق والنمو الاقتصادي.
وأضاف أن الشباب أصبحوا يتنافسون في طرح مشاريع ريادية وابتكارية، مبتعدين عن التفكير التقليدي السائد سابقا، حيث برزت مبادرات تحويلية في المجال الفلاحي تشمل التمور والمشمش والرمان، إلى جانب مشاريع الصناعات الغذائية مثل العصائر و«الرشتة”، فضلا عن صناعات تحويلية في الورق والبلاستيك.
كما أبدع بعض الشباب في مجالات غير مألوفة مثل إنتاج الفراولة وصناعة المواد الفطرية والزيتية، وهو ما يعكس روح الابتكار والقيمة المضافة الحقيقية لهذه المشاريع. كما استفاد العديد من أصحاب المهن الحرة، كالأطباء والصيادلة، استفادوا أيضا من برامج الوكالة التي تمنح امتيازات ضريبية ومالية، ما ساعدهم على إطلاق مشاريع نوعية ومتنوعة، لافتا إلى أن النظرة إلى المقاولاتية شهدت تحولا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، اذ أصبحت اليوم مقياسا أكاديميا يدرس في الجامعة، ما وسع آفاقها لتشمل مختلف التخصصات.
هذا التحول دفع الشباب إلى التفكير بأسلوب جديد يقوم على التميز والإبداع، وتحفيزهم على إنشاء مشاريع بعيدة عن النمط التقليدي، تحت شعار “ابدأ وانطلق”، الذي يعزز ثقافة الابتكار وبناء مؤسسات ناشئة ذات قيمة مضافة.

توسيع شبكة التعاون والشراكة

أفاد المدير الولائي لناسدا أن الوكالة عملت على توسيع شبكة اتفاقياتها، حيث أبرمت شراكات مع قطاع التكوين المهني لإنشاء مراكز مماثلة في عدة معاهد. على غرار معهد مسعد الذي يوفر تكوينا متخصصا ومرافقة مستمرة للطلبة، إضافة إلى معاهد بحرارة والقطب الحضري بربيح، إلى جانب المعهد التكنولوجي الفلاحي، بهدف استقطاب طلبته الحاصلين على شهادات “تقني سامي” في التخصصات الفلاحية والرعوية.
وتهدف هذه المراكز إلى منح قيمة مضافة للتكوين العلمي من خلال إدماج مادة ريادة الأعمال والمقاولاتية، وتشجيع الطالب على أن يكون صاحب مشروع ومؤسسة مصغرة قادرة على خلق الثروة وفرص العمل، والمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المحلية.

منصة رقمية لتسهيل الانخراط

أوضح المتحدث أن المنصة الرقمية لمراكز تطوير المقاولاتية تسهل تسجيل الطلبة بشكل مباشر وسريع، دون الحاجة إلى التنقل. فبعد القبول، يتم إدراجهم في دورات تكوينية تعتمد على العمل الجماعي وإنشاء مؤسسات تجريبية وتدريبية، وهو ما يمكن الطلبة من إعادة صياغة أفكارهم وتطوير مشاريعهم، واكتساب معارف حول كيفية التعامل مع المؤسسات وطرق تسيير المشاريع، ويفتح أمامهم آفاقا لتحويل المبادرات إلى مشاريع قابلة للمنافسة على المستوى الوطني وربما التصدير مستقبلا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19857

العدد 19857

الأحد 24 أوث 2025
العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025