خدمـــــات عاليــــة النوعيــــة توفرهـــا هياكـــل القطـــاع الصحــــي الوطنـــي
تعتبر مصالح الإستعجالات الطبية والجراحية في الجزائر، محطة أساسية مجانية في مسار التكفل بالمرضى وعلاج المصابين بالسرعة القصوى، مع ضمان تقديم رعاية طبية ظرفية وإقاميه للمواطنين الذين يحتاجون للعلاج العاجل في مستشفيات الدولة.
تستقبل المصالح الصحية العمومية خلال أيام عيد الفطر المبارك من كل سنة، آلاف المرضى على خلفية التناول المفرط للمأكولات الشعبية الدسمة والحلويات، وتعرض الكثير منهم لانتكاسات صحية معقدة خاصة من قبل الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط الدموي، بالإضافة إلى العديد من المواطنين ضحايا حوادث المرور عبر الطرقات.
وفي هذا الشأن، أكد الخبير المختص في الصحة العمومية، الدكتور رمزي بوبشيش، أن المؤسّسات الصحية الاستشفائية وخصوصا أقسام الاستعجالات، تؤدي دورًا هامًا وحيويًا في كل أيام الأسبوع لتوفير الخدمات العلاجية والرعاية الصحية للمواطن، لاسيما في المناسبات الاستثنائية كعيد الفطر المبارك، من خلال وضع مخطط أكثر جاهزية، مع التشديد على الكوادر الطبية وشبه الطبية والإدارية من أجل التأهب والحضور الفعلي للمناوبات خلال كامل فترات النهار.
وأوضح الدكتور رمزي بوبشيش، في تصريح خصّ به “الشعب”، أن المؤسّسات الصحية والإستعجالات العمومية صارت تتبنى ثقافة الاستعداد الاستعجالي المسبق لمختلف المناسبات الدينية والاجتماعية، وتعمد إلى توفير كوادر طبية وشبه طبية، وتجهيز صيدلياتها بالأدوية المناسبة لهكذا ظروف وأمراض خاصة بها، لكيلا تجد الفرق المناوبة أيّ خلل في عملها أو نقص وانقطاع، وحتى تتمكن من أداء المهام الموكلة وحماية المواطنين على أكمل وجهٍ.
كما تتجهز المصالح الصحية، بحسب بوبشيش، بالوسائل الطبية الضرورية وسيارات الإسعاف لنقل الحالات الحرجة جدًا للهياكل المتخصصة، وتلتزم بتعليق جداول للإطارات الطبية والإدارية وعمال الدعم المسند إليهم المهام يوم العيد، من أجل تسهيل التنسيق والتحكم الأمثل في تسيير الاستعجالات والمصالح المختصة، مع إتاحة مرونة تواصلية بين الطواقم الطبية والصيدلانية والإدارية للتدخل في حالة حصول أيّ خلل أو نقص في الخدمات، وعلاج المشكلة الطارئة في أسرع وقتٍ.
وتابع بالقول: “الطاقم الطبي وشبه الطبي يكون جاهزًا بثقافة الاستعجالات لأيام العيد لكي يتم التعامل مع الحوادث المرضية المتوقعة بأسرع وقت ممكن، وبفعالية تامة، حيث يتم توزيع الأطباء والممرضين بحسب تخصصات مصالح الاستعجالات والمصالح الداخلية، وتقسيمهم إلى فرق مناوبة صباحية ومسائية للاستجابة لكلّ الحالات المرضية الطارئة الوافدة للمؤسّسات العلاجية العمومية”.
وبالحديث عن ما هي الحالات المرضية المرتبطة بمناسبة عيد الفطر، أبرز بوبشيش، أن أهمّها يتعلق بمشاكل الجهاز الهضمي، مردها الخروج من فترة الصوم وعدم الالتزام بالعودة التدريجية للنظام الغذائي النهاري، مثل التهابات المعدة والأمعاء، وحالة الانسداد المعوي باعتبارها الأكثر حرجًا ويستدعي تدخلاً جراحيًا مستعجلاً.
فضلاً عن ذلك، تطغى على مشاكل الجهاز الهضمي حالات القيء والإسهال بسبب الشراهة في تناول الحلويات والإكثار منها خصوصا لدى الأطفال، كما يتم على مستوى الاستعجالات تسجيل حالات لمضاعفات الأمراض المزمنة كمرضى السكري بسبب الإفراط في أكل الحلويات، وكذلك لدى مرضى الضغط الدموي بسبب الأطعمة المالحة والدسمة، مع نسيان البعض تناول الدواء الخاص بالمرض المزمن، وفقًا للمصدر ذاته.
وفي جانب الحوادث، أشار الدكتور رمزي بوبشيش، إلى تسجيل مصالح الإستعجالات لإصابات منزلية متصلة بحالات السقوط والكسور والرضوض والجروح والحروق بسبب التجمعات العائلية وما يُرافقها من مزاح لاسيما لدى فئتي الأطفال والمراهقين، ناهيك عن حالات حوادث المرور التي تشهدها المناسبة بسبب الزحام وسرعة قيادة المركبات، منبهًا في نفس الوقت، إلى ضرورة الاعتدال في تناول الأطعمة والحلويات والدهون أيام العيد المبارك.