دروس دينيــة ومحاضــرات يوميــة يقدّمهـــا شيـــوخ معروفـــون
يتميّز شهر رمضان في ولايات جنوب الجزائر وعلى غراره في كافة ولايات الوطن بأجواء روحانية، تتجلى في التقاليد الدينية والعادات الاجتماعية المميزة لكل منطقة من هذه المناطق، وتلعب المساجد دورا محوريا في الحياة اليومية، حيث تتحول إلى مراكز تجمع روحي ومجتمعي.
قبل أيام من شهر رمضان تتزيّن المساجد بالأنوار، ويُعتنى بنظافتها لاستقبال المصلين، حيث وتحسبا لقدوم شهر رمضان الكريم تنطلق حملات واسعة لتنظيف المساجد من الداخل والخارج بتنظيف السجاد وتطهير قاعات الوضوء ودورات المياه، وكذا العمل على معالجة كل اختلال لتكون بيوت الله في الموعد جاهزة في أبهى حلّة لتقام فيها صلاة التراويح بصوت عذب لأئمة ذوي أصوات ندية، مما يعمّق الخشوع والسكينة في قلوب المصلين، كما تنظم فيها حلقات الذكر وتلاوة القرآن بعد صلاة العصر وبين صلاتي المغرب والعشاء، في مشهد يعكس الارتباط بكتّاب الله.
تعدّ المساجد أيضا قبلة للتّفقه في تعاليم الدين، حيث تقدّم فيها دروس دينية ومحاضرات يومية يقدّمها شيوخ وعلماء محليون، كما تتناول مواضيع فقه الصيام وأخلاق المسلم، مما يعزّز الوعي الديني ويعمّق الفهم لدى الحاضرين وتنظم بالمناسبة مسابقات لحفظ القرآن الكريم وتجويده، ويشارك فيها الأطفال والشباب بحماس، ليكون الشهر الفضيل فرصة لتعزيز القيم الدينية.
وبالإضافة إلى الشق ّالتعبّدي والتعليمي التثقيفي الذي تهتم به المساجد خلال شهر رمضان الكريم، تعتبر كذلك وجهة أولى لمحبّي الخير والإحسان، حيث تتسابق الجمعيات وحتى الأفراد في توفير التمور والحليب كوجبة لإفطار الصائمين من المصلين الذين يتوافدون في أعداد كبيرة لأداء صلاة المغرب، كما تقام موائد الإفطار الجماعي في الساحات المجاورة للمساجد، حيث يتشارك السكان إفطارهم في أجواء من المحبة والمودة تبرز معالم التكافل الاجتماعي في رمضان وتجسّد روح التعاون.
وفي ولاية ورقلة التي تشتهر بأجواء رمضانية تمتزج فيها الأصالة بالحياة العصرية، مع الحفاظ على التقاليد العريقة للمنطقة تحظى المساجد بعناية خاصّة، حيث تشهد أغلبها وعلى انتشارها الكبير في أحياء المدينة وما جاورها حضورا مكثفا خلال صلاة التراويح، ولا صوت يعلو خلال هذه الأيام المباركة عن التلاوات العذبة لقراء القرآن الكريم والتي تطوع قلوب المصلين والسامعين للخشوع، كما تنظم دروس دينية يومية بعد صلاة العصر وقبل المغرب، تتناول مواضيع فقهية وتربوية وتعقد حلقات الذكر بين صلاتي المغرب والعشاء، يتلى فيها القرآن جماعيا، وقد بدأت قبل أيام من انطلاق الشهر الفضيل التحضيرات لإطلاق عمليات واسعة لتنظيف وتزيين المساجد ومحيطها عبر كامل بلديات الولاية، من أجل استقبال المصلين في جوّ روحاني مليء بالاطمئنان والسكينة.
وفي ولاية غرداية التي تمتاز بأجواء رمضانية ذات طابع يعكس التقاليد العريقة تتهيأ المساجد لاستقبال المصلين، عبر كل مناطق الولاية والتي تعرف المساجد فيها بتنظيمها المحكم وصفوفها المنتظمة أثناء صلاة التراويح، حيث يُقرأ القرآن بصوت جماعي متناغم يعكس روح الجماعة، كما تلقى محاضرات دينية يومية بعد صلاة العصر، تتناول مواضيع فقهية واجتماعية، ويتم فيها شرح تعاليم الدين بأسلوب مبسّط.وبولاية الوادي أيضا التي تتميّز بإحياء ساكنتها لشهر رمضان الفضيل في أجواء رمضانية مميّزة تطبع بعادات وتقاليد أصيلة، كانت المساجد على موعد مع حملات واسعة للتنظيف مسّّت كل تفاصيلها ومداخلها ومخارجها ومحيطها، أطلقتها جمعيات والعديد من الشباب المتطوّع ككل سنة من أجل تهيئة المساجد لاستقبال هذا الشهر الكريم في أفضل صورة.كذلك الأمر في ولاية إيليزي المعروفة بأجوائها الرمضانية والتي يغلب عليها الطابع الصحراوي المحلي الأصيل، تعتبر المساجد قبلات روحانية تحظى باهتمام كبير ومتزايد خلال شهر رمضان الفضيل، نظرا لأعداد الوافدين عليها والذي يكون في تزايد كما في معظم ولايات الوطن، حيث تقام صلاة التراويح في مساجد مفعمة بالخشوع، ويتناوب الأئمة المحليون على إمامة الصلاة بأصوات جميلة، كما تشتهر المساجد بحلقات الذكر التي تبدأ بعد صلاة العصر، وتستمر حتى قبيل المغرب، حيث يتلى القرآن بصوت جماعي يبعث على السكينة.وفي ولاية تمنراست، التي تتميز بأجواء رمضانية روحانية مميزة تتماشى مع الطابع الأصيل لساكنتها، تشهد المساجد والصلوات حضورا مكثفا للمصلين، كما تقام صلاة التراويح في أجواء من الخشوع، ويتناوب الأئمة على إمامتها بصوت ندّي وتلاوة متقنة، كما تنظم فيها حلقات الذكر بعد صلاة العصر وتستمر حتى قبيل المغرب، حيث يتم تدارس القرآن الكريم وتفسيره وتلقى دروس دينية باللغة العربية والأمازيغية لتصل الرسالة لجميع الفئات.
في ولاية أدرار التي تعد من أعرق المناطق بتقاليدها الإسلامية العريقة، تستعد المساجد والزوايا لاستقبال شهر رمضان الكريم في أجواء مميّزة، حيث تشهد المساجد الزوايا حضورا لافتا في رمضان، وتقام بها صلاة التراويح وحلقات الذكر وتقدم دروس الفقه والتفسير قبل صلاة الظهر، ويركز فيها على شرح أحكام الصيام وأخلاق المسلم.
ولاية بشار أيضا وهي منطقة تجمع بين الأصالة والتراث المحلي في أجوائها الرمضانية، تتأهّب المساجد لاستقبال الأعداد الكبيرة للمصلين، حيث تشهد المساجد توافدا كثيفا للمصلين لأداء صلاة التراويح، وتلقى فيها دروس دينية بعد صلاة المغرب، ونظرا لخصوصية هذا الشهر الفضيل فقد تم تنظيم حملة واسعة لتنظيف المساجد بالتنسيق مع اللّجان القائمة على المساجد، تهدف إلى إعداد بيوت الله وتزيينها وتجهيزها بكل ما تحتاجه لضمان آداء شعائر الله وإقامة الصلاة بكل أريحية وقد اكتسبت المساجد حلتها الروحية البهية.