أطلقت المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في 11 فيفري الحالي، مشروع تجهيز المحطة البرية الرئيسية لولاية البليدة “بايلة فاروق” بموقف القطار “Halte ferroviaire”، ممّا سيجعل من هذه المنشأة الواقعة بحي الرامول بمدينة البليدة متعددة الأنماط في غضون أشهر.
في عرض لوزير النقل السعيد سعيود بمناسبة زيارته لولاية البليدة الشهر الجاري، كشفت المؤسسة العمومية للنقل بالسكة الحديدية بأنها فسخت العقد مع شركة “RAIL ELECRT” بتاريخ 23 جانفي 2025 لعدم التزامها بالإنجاز، وسيتم منح الصفقة لمتعامل جديد في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
بحسب ذات العرض، فإن أشغال موقف القطار تشمل إنجاز رصيفين وجدار الإحاطة وممر علوي للمسافرين، مع استغلال جناح في المحطة البرية وتهيئته ليكون مبنى للمسافرين خاصا بهذا الموقف، الذي يفترض تسليمه قبل نهاية السنة الجارية، مع العلم أن خط السكة الحديدية بين الجزائر العاصمة ووهران يمر بجانب المحطة البرية لمدينة البليدة.
ودخلت المحطة البرية للبليدة حيز الخدمة في نوفمبر 2018، وبفضل الموقع الاستراتيجي للولاية التي تعتبر نقطة تلاقي بين الطريق السيار شرق - غرب والطريق الوطني رقم 01 نحو الجنوب، يستفيد من خدماتها أزيد من 30 ألف مسافر يوميا.
وتسيّر هاته المحطة من قبل مؤسسة استغلال وتسيير المحطات البرية عبر الوطن” سوﭬرال”، التي تجند 66 عاملا من مختلف المناصب، مع العلم أن المنشأة توفر للمسافرين 16 خطا طويلا، 13 خطا متوسطا، 12 خطا قصيرا، كما تتوفر على 36 محلا تجاريا فضلا عن الخدمات الأخرى مثل المُصليات، مركز شرطة، مركز بريد ومطاعم.
وبالإضافة إلى موقف القطار الجديد الذي سيشُكل قفزة نوعية بالنسبة لمحطة البليدة، خاصة وأنها تبعد عن الجزائر العاصمة سوى 50 كيلومترا، فإن الخدمات الرقمية التي توفرها شركة “سوﭬرال” للمسافرين ستنعكس بالإيجاب على أدائها وأرباحها وعلى خدمات النقل، خاصة مع مشاريع توسعة شبكة طرقات ولاية البليدة على المدى القريب.
وعلى مستوى شبابيك المحطة، يوجد جهاز الدفع الإلكتروني الذي عن طريقه يمكن للمسافرين اقتناء تذاكر السفر، والحصول عليها أيضا عن طريق الأنترنت بتصفح موقع المؤسسة، الذي يتيح لهم خدمة الإطلاع على الرحلات الموجودة وعدد المقاعد وكل المعلومات المتعلقة بالرحلات.
تتبّع مسار الحافلات يعزّز الخدمات الرّقمية للمسافرين
بحسب مسؤول لهذه المؤسسة التي تسيّر محطة البليدة، فإنّ الانتقال الرقمي المعتمد يتجلى بتطوير تطبيق “محطتي”، بإضافة أركان جديدة ليصبح بمثابة سلة من الخدمات الرقمية التي يحتاجها المسافر خلال سفره باستعمال هاتفه بمنزله أو مكان تواجده، ومن بين هذه الأركان “sos danger”، الذي يُستخدم للتبليغ عن تصرفات مشينة أو أي سلوك يعرض حياة المسافرين للخطر.
وتم إضافة هذه الخدمة الرقمية خلال سنة 2024 المنقضية، حيث سمحت باستقبال زهاء 2374 إخطار تلقته خلية الإصغاء لدى مؤسسة “سوﭬرال”، وتمت معالجة هذه الإخطارات مبدئيا قبل تحويلها إلى الجهات الرقابية والأمنية لاتخاذ الإجراءات بشأنها، “ينبغي تحميل تطبيق محطي على هواتف المسافرين للإستفادة من الخدمة لكل المسافرين عبر الوطن”.
حول هذه الخدمة المهمة يقول مسؤول بذات المؤسسة: “سوﭬرال تعمل جاهدة لتكون لها دور فاعل في الحد والوقاية من حوادث المرور، لذلك قامت بتطوير ركن آخر وهو بمثابة منبه ورابط بين المسافر وخلية الإستماع للمؤسسة، ومختلف الجهات الأمنية والرقابية.
وبإمكان المواطن عن طريق هذه الخدمة أثناء سفره أن يُبلغ ويكتب نوع المخالفة التي سجلها، بمجرد أن يلاحظ سلوكا منافيا للأخلاق أو أي سلوك مشين، وخلية الإصغاء تُعالج المشكلة مبدئيا ثم تُحولها إلى مختلف الجهات الرقابية والأمنية التي تتخذ العقوبات في حق المخالفين سواء أكان ناقلا او قابضا أو سائقا أو مسافرا”.
كما أفاد ذات المتحدث، بأن خدمة رقمية جديدة ستعزز تطبيق “محطتي”، وتتمثل في ركن تحديد مواقع الحافلات الذي سيبدأ العمل به قريبا بحسب قوله:
«عن طريق هذه الخدمة يمكن تتبع مسار الحافلة ممّا يسمح مثلا للأب أن يعرف مكان تواجد ابنه المسافر، كما أن المسافر الذي لا يقيم في الأماكن الحضرية يمكن له باستخدام هذه الخدمة أن يعرف مكان تواجد الحافلة قبل الخروج من المنزل، ويصله تنبيه على هاتفه قبل وصولها بنصف ساعة”.