أطلقت محافظة الغابات بولاية الجلفة سلسلة من المشاريع الموجّهة لفكّ العزلة عن المناطق الريفية وتطوير البنية التحتية. وتتعلّق هذه المشاريع بفتح وتهيئة مسالك ريفية وفلاحية وغابية، حيث شملت العديد من المناطق النائية في معظم بلديات الولاية.
تهدف المشاريع إلى تحسين الاتصال بين التجمّعات السكّانية، ودعم الأنشطة الفلاحية، وحماية الموارد الطبيعية، مثل الوقاية من حرائق الغابات. كما تعمل على تحسين حياة سكان المناطق الريفية، وتسهيل تنقل التلاميذ عبر النقل المدرسي، وزيادة مردودية الإنتاج الفلاحي، إلى جانب تحسين الوصول إلى الأسواق والخدمات الصحّية. كما أسهمت هذه المبادرات أيضا في دعم الاستقرار الريفي وفتح آفاق جديدة للنشاط السياحي في المناطق الطبيعية، ممّا جعلها حجر الزاوية في دعم عجلة التنمية المحلية.
وانطلاقا من البرنامج القطاعي لسنة 2018، تمكّنت محافظة الغابات من تهيئة 100 كلم من المسالك الغابية التي شملت 14 منطقة موزّعة عبر 7 بلديات، الجلفة، الزعفران، بن يعقوب، عين معبد، الشارف، الادريسية، سيدي بايزيد.
إضافة إلى ذلك، تمّ في برنامج 2003، إنجاز برامج لتهيئة 102 كلم من المسالك الغابية في إطار نفس البرنامج، مستهدفة 12 منطقة في 9 بلديات، وهي المجبارة، زكار، سيدي بايزيد، حد الصحاري، بن يعقوب، الشارف، الجلفة، حاسي بحبح.
وضمن برنامج صندوق التنمية الريفية، تمّ إنجاز 18 كلم من المسالك في أربع بلديات هي عين الإبل، بويرة الأحداب، الزعفران، بالإضافة إلى بلدية سيدي بايزيد التي تتواصل بها الأشغال.
وفي إطار برنامج إعادة تأهيل وتوسيع وتطوير السد الأخضر لسنة 2023 تم تسجيل عملية فتح وتهيئة مسالك ريفية على مسافة 33 كلم لفائدة قطاع الغابات التي مسّت 5 مناطق و5 بلديات وهي المجبارة، الجلفة، عين افقة، مليليحة، سيدي بايزيد، وقد تم إنجاز 7 كلم من هذا المشروع، فيما تتواصل الأشغال لاستكمال باقي المسافة.
وبالتوازي مع ذلك تم أيضا تسجيل عملية فتح مسالك فلاحية على مسافة 66 كلم لفائدة مديرية المصالح الفلاحية، ومسّت هذه المشاريع تسع مناطق ريفية في تسعة بلديات، وهي: فيض البطمة، دلدول، مليليحة، بن يعقوب، عين الابل، سيدي بايزيد، البيرين، عين معبد، الادرييسة، ومن هذه المسافة، تم إنجاز 30 كلم، بينما تتواصل الأشغال لانجاز باقي المسالك.
وتهدف هذه المشاريع إلى دعم النشاط الفلاحي، من خلال تسهيل وصول الفلاحين والمستثمرين إلى الأراضي الزراعية وتخفيف عبء نقل المحاصيل، فضلا عن تعزيز قدرتهم على زيادة الإنتاج الفلاحي.
ويرى متابعون للشأن المحلي أنّ هذه المشاريع تحمل رسالة أمل لسكان المناطق الريفية في تحسين الظروف المعيشية، من خلال ما تحمله من أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياحية. بإعادة ربطهم بالعالم الخارجي، وتحسين حياتهم اليومية في مناطقهم الريفية، التي ستسهم في استقطاب الاستثمارات وتطوير الاقتصاد المحلي، ممّا يفتح آفاقا جديدة للتنمية.