الرمي العشوائي للنفايات يعرقل مجرى الأودية

البليـدة ... حملة واسعة ضدّ مخاطـر الفيضانات

البليدة: أحمد حفاف

أطلقت ولاية البليدة حملة وقائية واسعة النطاق ضدّ مخاطر الفيضانات، حيث قامت العديد من القطاعات، على غرار الأشغال العمومية، الوكالة الوطنية، الموارد المائية، الديوان الوطني للتطهير والبلديات، بحشد طاقاتها المادية والبشرية لإنجاح هذه الحملة الوقائية التي تستهدف عمليات تنظيف الأودية والبالوعات والخنادق على مستوى الممرات والأنفاق تحت الأرض وكذلك تنظيف كافة الطرق الوطنية لتجنّب ركود مياه الأمطار.  

منذ بداية العام الحالي، تمكّنت الشركة العمومية الولائية “متيجة حدائق” من تنظيف ما يقرب من 10 آلاف بالوعة في البلديات الستّ التي وقعت معها اتفاقية خدمة، وبحسب إحصائيات الحماية المدنية، شهدت ولاية البليدة منذ عام 1970 عشرة فيضانات كبيرة.
 ويمر بولاية البليدة خمسة أودية كبيرة، وهي واد الشفة، واد بورومي، واد دجر، واد حمام ملوان، واد الجمعة الواقع في بلدية الأربعاء بالإضافة إلى 20 واديا تصبّ جلّها في وادي الحراش وكذا وادي مزافران، بحسب ما أفادنا به مسؤول مديرية الموارد المائية عبد القادر سعداي، لافتا إلى أنّ 75 بالمائة من هذه الأودية الثانوية تمرّ بمدن ولاية البليدة.
واستنادا إلى المصدر، فإنّ أغلب هذه الأودية تلوّثت بفعل الرمي العشوائي للنفايات كما هي الحال بالنسبة لوادي بني عزّة الذي يتوسّط بلديتي البليدة وأولاد يعيش، والذي تصبّ فيه مياه الصرف الصحي للبنايات الفوضوية لحي بن عاشور، ورغم عمليات التنظيف التي يعرفها سنويا، فإنّ هذا الوادي يبقى ملوّثا بالقمامة ومختلف أنواع النفايات، ممّا قد يتسبّب في ركود المياه به وإمكانية تسبّبه في حدوث فيضانات وسط عاصمة الولاية.
لكن بحسب مسؤولين محليين، فإنّ عملية تنظيف مجاري المياه والبالوعات هي الأكثر صعوبة وتشكّل صداعا متزايدا للسلطات المحلية بسبب النفايات المتراكمة، حيث أكّد قائلا: “وراء التربة الموجودة في المجاري، هناك أيضًا نفايات أخرى مثل الزجاجات البلاستيكية وفناجين القهوة وأكياس رقائق البطاطس وغيرها من النفايات التي تعيق مرور مياه الأمطار.” وأضاف أنّه “في بعض الأحيان، نقضي ساعات كي نزيل بالوعة واحدة مسدودة بالقمامة”، يوضح مدير التنظيف في مؤسّسة “متيجة نظافة”.
وحول احتمال حدوث فيضانات في البليدة، أوضح ممثل مديرية الأشغال العمومية أنّ الولاية تعاني من مشكلة تتمثل في ركود المياه السطحية، لأنّها تقع في موقع جغرافي بين جبلين، جبل الشريعة وجبل الساحل الواقعين في الجزء الشمالي من الولاية والذين يشكّلان عائقا أمام مياه الأمطار.
 أوضح المسؤول في هذا الشأن: “لدينا مناطق فيضانات في الحدود بين البليدة ومدينتي القليعة (تيبازة) ومعالمة (العاصمة)، وعلى سبيل المثال، في بلدية بن شعبان، عندما يختلط منسوب المياه الجوفية بالمياه في هذه المنطقة التي تسمى المرجة، تتدفّق المياه وتتسبّب في حدوث فيضانات تمسّ المنازل، وهذا ما حدث، منذ عامين، حيث اضطرّ عناصر الحماية المدنية إلى استخدام القوارب لإنقاذ بعض العائلات المهدّدة بسبب التدفّق الكبير لمياه الأمطار.
وبحسب المسؤول، فقد تم إجراء دراسة جدوى يمكن أن تحلّ بشكل نهائي مشكلة الفيضانات في هذه المنطقة المعروفة بمستنقعاتها، حيث أوضح في هذا الخصوص بأنّ ظاهرة الفيضانات الطبيعية لا يمكن أن تكون خطيرة إلا إذا تدخّل الإنسان بتحويل المسار الطبيعي لمياه الأمطار.
 وتحدّث، في هذا الصدد، قائلا: “يتعيّن علينا التحرك في المدارس لتعليم أطفالنا احترام البيئة التي يعيشون فيها وعدم رمي الزجاجات البلاستيكية أو غيرها من النفايات في الطبيعة، والتي سينتهي بعضها في المجاري. وفي اعتقادي فإنّ المدراس وتنشئة الأجيال وغرس التربية البيئية فيهم سيمكّننا من حلّ 80٪ من مشاكل الفيضانات”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024