انطلقت حملة جني التفاح بولاية باتنة وسط توقعات بإنتاج كميات كبيرة من هذه الفاكهة بعد الزيادة الهامة التي شهدتها المساحة المخصصة لشعبة التفاح، حيث سجّلت مصالح مديرية الفلاحة بذلك ارتفاعا مُعتبرا في كميات الإنتاج، مُقارنة بالسنوات الماضية، أرجعته مصالح ولاية باتنة إلى مرافقة السلطات للفلاحين في مُختلف عمليات الإنتاج، حيث كشفت عن تجاوز منتوج التفاح خلال الموسم الفلاحي، 1.60 مليون قنطار.
يعكس هذا الرقم، حسب الشّروح المقدّمة خلال انطلاق عملية جني التفاح بمنطقة عيون العصافير ببلدية تازولت، نجاح هذه الشعبة الفلاحية التي شهدت في السنوات الأخيرة إقبالا مُتزايدا من قبل الفلاحين، رغم بعض المشاكل التي تُواجهها خاصة الجفاف وغياب التسويق وعراقيل التخزين، وارتفاع الأسعار وغيرها.
وأكّد مدير المصالح الفلاحية لولاية باتنة، أنّ المساحة الإجمالية لشعبة التفاح تجاوزت 5600 هكتار، 4600 هكتار منها مساحة مُنتجة، تضم حقولها 2 مليون شجرة، منها مليون و750 ألف شجرة مُنتجة، بمعدل إنتاج 275 قنطار في الهكتار، تضم مختلف أنواع هذه الفاكهة التي أصبحت باتنة قطبا وطنيا في انتاجها وتسويقها.
وتتوزّع غالبية حُقول ومزارع شعبة التفاح، حسبما أفادت به السلطات المالية، ببعض البلديات الجبلية على غرار اشمول التي تتصدر الترتيب الولائي في نسبة الإنتاج كل سنة بنسبة فاقت 58 في المائة، وكذا بلدية وادي الطاقة، حيديوسة وتازولت بمنطقتي عيون العصافير وكذا مريال بنسبة 25 في المائة، ومناطق أخرى أدت نجاحها في هذه الشعبة، ما جعل من ولاية باتنة قطبا وطنيا رائدا في انتاج هذه الفاكهة، التي أصبحت تسوق خارج الوطن وبكميات كبيرة جدا بعد ضمان التموين والاكتفاء الذاتي المحلي.
وأشار مدير الفلاحة إلى الجهود التي تبذلها المديرية في مرافقة الفلاحين لتطوير هذه الشعبة وتحسين مردوديتها، خاصة وأن الولاية حافظت لعدة سنوات على ترتيبها الوطني في بعض أنواع التفاح رغم مشاكل السقي، حيث دعا مدير الفلاحة كل المستثمرين في هذه الشعبة إلى تكثيف انجاز الأحواض المائية والرش المحوري، وغيرها من التقنيات الحديثة المقتصدة للماء.
وفي هذا الصدد، أكّد المصدر شروع مصالح الفلاحة في حفر العديد من الآبار الارتوازية هدفها تخفيف مُعاناة الفلاحين في التزود بمياه السقي الفلاحي في ظل نقص مياه الأمطار، ودعم جهودهم في الحفاظ على انتاج هذه الشعبة، التي أصبح مشكل التخزين يرهن تطورها، حيث يتم تخزين كميات كبيرة من التفاح في غرف التبريد وعرضها للبيع بأسعار مُرتفعة خارج موسم إنتاجه.
وفي سياق متصل، تتواصل الدعوات من قبل الفلاحين ومنتجي هذه الشعبة إلى إنجاز سوق لتسويق منتوج التفاح بإحدى مناطق الولاية على غرار اشمول والمناطق المجاورة لها؛ ليكون متنفّسا الفلاحين والمنتجين والمستهلكين، وهي الدعوات التي قابلتها السلطات المعنية بالقبول والتعهد بالدعم والمساعدة.