باشرت ولايات الوطن عمليات تنظيف وتنقية واسعة لبالوعات مياه الأمطار ومجاري الصرف الصحي والأودية، استعدادا لموسمي الخريف والشتاء، تحسبا لأي طارئ يخص التقلبات الجوية، وتفاديا للفيضانات التي قد تنتج عن التساقطات المطرية الكثيفة تطبيقا لتعليمة الحكومة مؤخرا، التي استعرضت في اجتماعها، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، التدابير المتخذة والواجب اتخاذها خاصة فيما يتعلق بسير حملات الوقاية من السيول والفيضانات، وضمان التدخل الفوري للتعامل مع آثار التقلبات الجوية، حسب ما أوضح بيان مصالح الوزير الأول.
يشير بيان الحكومة الذي صدر قبل أيام قليلة، إلى وجود عمل استباقي بتنسيق محلي ومركزي لحصر تداعيات التقلبات الجوية في حال وقوعها، مع الاستعداد في المناطق الأكثر تساقطا للأمطار مع دخول أولى أشهر الخريف، عبر هيكلة حملات كبرى لتنظيف البالوعات، ونزع الأتربة والنفايات الفوضوية من الوديان النائمة حتى لا تتسبب في فيضانات أثناء تهاطل المطرية.
حملات للوقاية من الفيضانات
يعدّ مشكل انسداد البالوعات في الشوارع والطرقات، ورمي القمامة في مجاري الوديان، من الظواهر الوخيمة كثيرة الأوجه السلبية؛ ذلك أنها تتسبب في مخاطر وقوع فيضانات وسيول فجائية، فضلاً عن التهديدات الجسمانية التي تطال السيارات والأفراد الراجلين في حال كانت البالوعات مفتوحة عشوائياً، وما ينجر عن الأمر من انتشار للروائح الكريهة والحشرات والبعوض وغيرها من مُنغّصات الحياة.
ولتلافي هذا المشكل، تقوم المصالح العمومية وعلى رأسها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، قبل حلول فصل الخريف من كل عام، بحملات واسعة النطاق خاصة بتنظيف البالوعات ومجاري تصريف مياه الأمطار، وتنقية مسالك الأودية من الأوساخ، وإصلاح وصيانة النقاط السوداء المسجلة عبر البلديات والقرى، وهذا بمشاركة عدة هيئات ومؤسسات عمومية في هذه العمليات الاستباقية.
حماية بالوعات مياه الأمطار
في هذا الصدد، قال رئيس مكتب التنسيقية الوطنية للمجتمع المدني لولاية الوادي، عبد الحكيم بكاكرة، إن المصالح المعنية بالصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، تعكف هذه الآونة على صيانة الشبكات وتصليح الأعطاب الناتجة عن الحوادث الذاتية والبشرية، من أجل منع وقوع الأخطار المحتملة والتسربات، وكذا ضمان سلاسة وانتظام امتصاص المياه عبر القنوات الأرضية، لكن يبقى إشراك فعاليات المجتمع المدني في تلك الجهود أكثر من ضروري للحفاظ على المكاسب التنموية الهامة والحيلولة دون إلحاق أضرار بالأحياء والمدن.
وأوضح بكاكرة في تصريح لـ «الشعب»، أن البالوعات المفتوحة عشوائيا بالتحديد، ولأيّسبب كان، تُمثّل خطرا على حياة المارة الراجلين وسائقي المركبات بمختلف أوزانها وأحجامها، وتهدّد أكثر شريحة الأطفال كونهم لا يأخذون احتياطات السلامة والانتباه أثناء المشي في الشوارع والطرق.
كما أبرز محدثنا، أنّ تأخّر تنظيف البالوعات كثيرا ما أصبح يُعكّر صفو الساكنة، لا سيما في الأحياء التي تشهد مرور قنوات أرضية وتكرر الانسداد والأعطاب في الشبكات، حيث يزيد من تعقيد وضعهم انبعاث روائح وباعوض، في ظل قيام البعض بالرمي العشوائي للنفايات ما ينجر عنه نتائج سلبية خاصة في فصلي الخريف والشتاء بانسداد البالوعات.
وتابع بكاكرة: «إشراك فعاليات المجتمع المدني في هذا المسعى يكون عبر تفعيل برامج توعوية وتحسيسية شاملة ودائمة في أوساط المجتمع، حول الحفاظ على شبكات الصرف الصحي ومنافذ تصريف المياه، والتعريف بدورها التنموي الأساسي، بغية رفع الوعي بأهميتها وخصوصيتها البيئية في يوميات المواطنين، وترسيخ ثقافة التبليغ عن الإعتداءات وسرقات أغطية البالوعات، ومنه تفادي تعريضها للتخريب ورمي الأوساخ والقمامة».
وفي السياق، اقترح الناشط في المجتمع المدني عبد الحكيم بكاكرة، استبدال أغطية البالوعات الحديدية بأخرى أقلّ تكلفة مصنوعة من مواد غير قابلة للرسكلة حتى ينتهي طمع سرقتها من طرف اللصوص، وابتكار وسائل وطرق جديدة حديثة كفيلة بالحفاظ على مكونات ولواحق هاته المشاريع والمكتسبات التنموية الهامة.