أعلنت السّلطات في ولاية الجلفة عن تخصيص مبالغ مالية وتدابير جديدة في إطار مواجهة المخاطر النّاجمة عن الفيضانات.
كشف مدير الري بولاية الجلفة، حمدوش محمد، لـ «الشعب» عن تخصيص 100 مليار سنتيم ضمن البرنامج التكميلي للجهة الشرقية لمدينة الجلفة، مع الانطلاق في الأشغال هذا الأسبوع، وذلك لتعزيز جهود التحضير والتأهب في المنطقة. ويشمل هذا البرنامج أيضا عمليات تأهيل في بلديات مسعد وسيدي لعجال والشارف.
إضافة إلى ذلك، تمّ اقتراح تخصيص 200 مليار سنتيم للمنطقة الجنوبية من مدينة الجلفة، و100 مليار سنتيم لحماية بلدية عين افقة، و200 مليار سنتيم لدار الشيوخ، ولإتمام العمليات الجارية 40 مليار سنتيم لكل من سيدي لعجال والشارف، و40 مليار سنتيم لبلدية مسعد. ويأتي هذا في ظل تصاعد المخاوف من الفيضانات التي تهدّد المنطقة، حيث أشار حمدوش إلى أنّ الأودية الأكثر تهديدا تقع في هذه البلديات، ممّا يستدعي العمل على تهيئتها بشكل عاجل.
وفي إطار جهود التصدي للفيضانات، تمّ تنفيذ عدة عمليات شملت بلديات تعظميت، البيرين، وحد الصحاري، ومدينة الجلفة، مع الاستمرار في الأعمال في هذه المناطق. كما تمّ تسجيل حسب ذات المسؤول عمليات تأهيل وتوسيع شبكة المياه المستعملة عبر 8 بلديات هي: عين وسارة، حاسي بحبح، الخميس، حاسي فدول، الجلفة، الادريسية، الشارف، وفيض البطمة. وفي هذا الصدد، لفت حمدوش إلى أنّ العامل البشري يعد سببا رئيسيا لتفاقم الفيضانات، نظرا للبناء غير القانوني في الأودية، داعيا إلى تطبيق قوانين ردعية للمخالفين لضمان حماية الأرواح والممتلكات، مشددا على أهمية تفعيل حظائر مديريات الري وتنقية الأودية على مدار السنة.
من جانبه، أكّد سبع الشريف، مدير وحدة الديوان الوطني للتطهير، في حديث لـ «الشعب»، أنّ الوحدة مسؤولة عن إدارة 28 بلدية من أصل 36 في الولاية. وشدّد على أهمية التصدي لنقاط التجمع السلبية التي تعتبر بؤرا لتجمع الأمطار.
وأضاف الشريف أنّ بعض البالوعات تسد بفعل سلوكيات غير مسؤولة، مثل سرقة الأغطية أو إلقاء النفايات، ممّا يؤدي إلى تفاقم الأوضاع. وخلال الفترة الممتدة بين شهري جانفي وأوت من العام الجاري، قامت فرق التطهير بتنظيف 4961 «مشعب» و3229 بالوعة مياه أمطار، وإزالة 606 متر مكعب من الأتربة والأوحال.
وشدّد الشريف على أهمية هذه التدخلات الاستباقية التي تشمل برامج وقائية وتنظيم دوريات تدخل أثناء الأمطار، بالإضافة إلى تنفيذ خطة شاملة لقنوات الصرف الصحي عبر الولاية، ولفت إلى أن الحملات التوعوية تعتبر جزءا أساسيا من الإستراتيجي المتبعة.
وأكّد الشريف أنّه تمّ تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهة أي تحديات طارئة، و»لكن المسؤولية في الحفاظ على نظافة البيئة هي مسؤولية مشتركة بين الجميع، ويجب ألاّ يعتمد فقط على عمال التطهير، بل على كافة أفراد المجتمع للمساهمة في الحفاظ على بيئة صحية وآمنة»، يقول المتحدث.
الالتزام بمعايير النّظافة..ضرورة
في سياق متصل، أكّد حمدون زيان محمد لمين، رئيس جمعية «بيئتنا في أيدينا» لـ «الشعب»، أنّ الجمعية أكملت جهودها في تنظيف البالوعات بحي باب الشارف بمدينة الجلفة، والتي استمرّت شهرا كاملا، وشملت العملية إزالة الأوساخ والأكياس البلاستيكية والكراتين التي تسد البالوعات.
وقال حمدون إنّ البلدية قدّمت الدعم بتوفير أكياس البلاستيك وأدوات التنظيف، لكنه أشار إلى نقص الموارد مثل الشاحنات والمعدات الحديثة، ما يحد من فعالية هذه المبادرات.
وأكّد حمدون أنّ الجمعية تقوم بعمليات تحسيس عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرفع الوعي بين المواطنين حول أهمية النظافة والمشاركة الفعالة، كما عبّر عن استياء الجمعية من وجود مخلفات ورش العمل التي تترك الأتربة بجوار البالوعات، ممّا يؤدّي إلى انسدادها وتفاقم مشكلة الفيضانات، مطالبا بضرورة إلزام المقاولين وأصحاب الورشات باتخاذ تدابير للحفاظ على نظافة البيئة.
حملات تحسيسية في المدارس
على صعيد آخر، نظّمت مديرية البيئة حملات تحسيسية تستهدف النوادي البيئية في المدارس، وذلك ضمن إطار الاتفاقية بين وزارتي البيئة والطاقات المتجددة ووزارة التربية الوطنية، وتهدف هذه الحملات إلى نشر ثقافة البيئة بين الطلاب، مع التركيز على توعيتهم بمخاطر الفيضانات.