تعتبر بلدية أولاد عدي لقبالة إحدى بلديات ولاية المسيلة والتي تحصى العديد من مناطق الظل المنتشرة عبر عديد القرى والتي ما يزال سكانها يحلمون بالحصول على أدنى ضروريات الحياة في ظلّ تحالف الظروف الطبيعية القاسية، التي حتّمت على الكثير منهم النزوح إلى مركز البلدية أملا في الحصول على حياة شبه كريمة.
تعدّ قرى بلدية أولاد عدي لقبالة من ضمن 706 منطقة ظلّ تمّ إحصائها بالمسيلة على أمل حصولها على مشاريع تنموية تكون بمثابة عجلة تنموية لإنتشال السكان من معاناتهم مع برودة الطقس واهتراء الطرقات الجبلية، إلا أن الأمر طال تنفيذه باستثناء تسجيل بعض مشاريع هنا وهناك على غرار مشاريع توفير مياه الشرب لبعض القرى الجبلية.
قرى لم يشفع لها الحيز الجغرافي
يعتقد الكثير من السكان الذين يعيشون في القرى البعيدة خارج الإطار الحضري بقرى أولاد عدي لقبالة على غرار قرية أولاد بية، أولاد قسمية، الشبابحة، والشرفة والطلبة أن السكن في الحي الحضري من شأنه أن يوفّر عليهم الكثير من المعاناة.
وهو ما عكس ما يراه سكان أحياء وقرى داخل الحيز الجغرافي للبلدية على غرار قرية لمراهنية، التي ما يزال سكانها يقبعون في ظلّ المعاناة مع الطرقات والتهيئة الحضرية التي كانت ولازالت في عداد الأحلام التي تراود السكان خاصة في كل فصل شتاء، حيث يضطرون إلى تسوية الأحياء بالطرق التقلدية كل فصل شتاء وضعية تحرم على أولادهم الخروج في ظلّ الأوحال والحفر.
وما زاد من معاناة السكان هو الانهيار الوشيك للطريق الوحيد الرابط القرية والطريق الوطني رقم 40 مرورا بقرية لبرابرة على الرغم من علم السلطات بأوضاع الطريق، خاصة عن الجسر بدأت التربية في الانجراف وظهور تصدعات في الطريق الذي تمّ وضع خطوط بيضاء بالطلاء ولافته خشب صغيرة كتب عليها «حذاري».
وعليه ناشد السكان السلطات لأجل التدخل العاجل وإيجاد حل للطريق قبل وقوع الكارثة في ظلّ الحركية الكبيرة التي يعرفها الطريق.
ومن جانب آخر يعيش سكان حي ديار الرحمة بذات البلدية معاناة كبيرة على الرغم من أن الحي لا يبعد سوى أمتار عن مقر البلدية بسبب انعدام أدنى متطلبات الحياة انطلاقا من قنوات الصرف الصحي، وهو ما حتّم على السكان اللجوء إلى حفر الترسيب في وسط الشوارع والتي غالبا ما تنهار بسبب مرور السيارات والشاحنات عليها دون الحديث عن ما ينتج عنه من انتشار الروائح الكريهة وأسراب الناموس والذباب الناقل للأمراض.
يضاف إلى هذا انعدم الربط بالكهرباء والتي اضطر السكان بشأنها إلى اللجوء إلى استعمال التوصيلات العشوائية للأسلاك في ظلّ الأخطار الناجمة عنها والخسائر التي يتسبّب فيها ضعف شدة التيار الكهربائي، خاصة في فصل الصيف حيث يحرمون من استعمال المكيفات الهوائية دون الحديث عن التهيئة الحضرية للأحياء والتي تعتبر كارثية بكل المقاييس، خاصة أن السكان يمنعون من الخروج أو الذهاب إلى العمل في أولى قطرات المطر على الرغم من أن الأحياء تعتبر حضرية.
يضاف إلى ما سبق ذكره حسب السكان تصريحات السكان مشكل التزود بالماء الشروب، يضطرون لشراء صهاريج المياه بـ1200 دينار جزائري في ظلّ ندرة وغياب مياه الشرب.
ويقول سكان حي ديار الرحمة إنهم طالبوا المسؤولين في عديد المرات النظر في مطالبهم المشروعة إلا أنه لا شي تحقق، حيث بقيت مجرد وعود تتجدّد كل حين.
كما تتميز بلدية أولاد عدي لقبالة على غرار أولاد قسمية ولمعاتيق ولعطلات من عدة نقائص أبرزها نقص مياه الشرب وانعدام غاز المدينة، هذا الأخير الذي أصبح حلما يرادو العديد من القرى الواقع ضمن مناطق الظل والمناطق الجبليه التي تمتاز ببرودة الطقس شتاء، على غرار قرية أولاد قسمية ولمعاتيق ولعطلات، حيث يصبح فصل بالنسبة للسكان بمثابة الجحيم الذي يتجاوزنه كل سنة، خاصة مع كثرة الطلب على قارورات غاز البوتان والتي يصبح الحصول عليها شبه مستحيل وبأسعار وصلت حدود 400 دينار جزائري في السوق السوداء.
والأكثر من هذا، أن سكان القرى المذكورة يتنقلون لمركز المدينة لعدة كيلومترات من أجل الحصول على قارورة غاز البوتان وإن وجدت.
السكان طالبوا في عديد المرات السلطات المحلية بالنظر إلى مطالبهم دون جدوى تذكر مما دفعهم إلى تنظيم وقفه احتجاجية في وقت سابق أمام مقر البلديه لإسماع صوتهم للسلطات المحلية دون إيجاد جواب مقنع .
رفع التجميد عن مشاريع تنموية
وفي إطار بعث مشاريع تنموية كشف، والي ولاية المسيلة عبد القادر جلاوي، خلال دوره المجلس الشعبي الولائي الأخيرة، عن رفع التجميد على مشاريع مجمدة بقيمة مالية تقارب 500 مليار سنتيم كانت مسجلة منذ 2013 في عدة قطاعات.
ومن بين المشاريع، التي رفع عنها التجميد، حسب ما ذكره جلاوي، مشروع إنجاز قصر للثقافة، مركز للردم التقني بأولاد دراج، مركز للتكوين المهني بالشلال ومسيف، وبالإضافة لمشروع تجهيز 17 مركز تكوين مهني، ومشروع إنجاز 15 ألف مقعد بيداغوجي ببوسعادة.
كما تمّ الإعلان عن انجاز مشروع دور شباب بكل من بلدية خطوطي سدّ الجير وبوخميسة، مسبحين بكل من مسيف وجبل مساعد، ومشروع لإنجاز مركز للإعلام والتوجيه السياحي بلمعاضيد، مع الانطلاق في دراسة إنجاز دار للصناعة بالمسيلة، وإنجاز نفقين ببوسعادة ومسيلة وتندرج المشاريع المذكورة حسب عبد القادر جلاوي في إطار تحسين الإطار المعيشي للمواطن.
وفي ذات السياق إستفادت بلديات عين الملح بالمسيلة، من عدة مشاريع تنموية تندرج في إطار تحسين المستوى المعيشي للمواطن، وتتضمّن خلق فرص عمل وشقّ الطرقات وتهيئة الشوراع والأرصفة وإنجاز هياكل تربوية.
ففي بلدية بئر الفضة، تمّ تجسيد مشروع إنجاز خزان مائي بسعة 500م3 وربطه بالتنقيب على مسافة 1000 م/ط وربطه بالشبكة على طول 7 كلم ببئر فضة، بالإضافة إلى دخول حيز الخدمة ثلاثة أقسام بمدرسة أرباح إبراهيم بتقرازين، وإنجاز قسمين دراسين بمدرسة بن نعامة أحمد.
وأما ببلدية عين الملح، تمّ تعبيد مسلك يربط منطقة المقرن بالطريق الولائي رقم 60 على مسافة 3.6كلم في شطره الأول، كما تمّ ببلدية عين فارس، إعادة تأهيل الطريق الولائي رقم 60 الرابط بين سيدي أمحمد وعين فارس على مسافة 4كلم، وتمّ ببلدية سيدي أمحمد، إنجاز قسمين دراسين بمدرسة أمحمد رابح بمنطقة دار بلميهوب وربط المدرسة بغاز المدينة.