سجّل الديوان الوطني للسلامة المرورية ارتفاعا كبيرا في تعرض الدراجات النارية لحوادث المرور خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا بعدما كان يشكل نسبة قليلة من حوادث السير التي تعتبر ظاهرة حقيقية ومعضلة تنخر المجتمع الجزائري منذ تناميها في السنوات الأخيرة.
قال فاتح أعراب المكلف بالإعلام لجمعية «أنفو ترافيك» المتخصّصة في التوعية ضد حوادث المرور والسلامة المرورية وتقديم الإسعاف والمعونة للمركبات التي تتعرض للحوادث في الطرقات، بحسب آخر الإحصائيات الصادرة في سنة 2019 ـ أن تعرض الدرجات النارية لحوادث المرور ارتفع بشكل كبير وتجاوز نسبة 21 بالمائة من مجموع الحوادث المسجلة، وهذا أمر يدعو إلى القلق وهو ما يستوجب توعية المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر.
وتابع بالقول: «ارتفاع تعرض سائقي الدراجات لحوادث المرور سواء أكانت هذه الدرجات هوائية أو نارية هو تزايد استعمالها كوسيلة نقل في السنوات الأخيرة ولجهل مستعمليها بإجراءات الوقاية فكثير منهم لا يرتدي الخوذة وأدوات أخرى مثل واقيات المرفق والركبة لتوفير الحماية لهم».
وشاركت جمعية «أنفو ترافيك» في عملية تحسيسية في خيمات تمّ تنصيبها بجانب مصطفى ملعب تشاكر بالبليدة بمناسبة إقامة السباق الوطني المفتوح للدراجات الهوائية الذي تمّ تنظيمه لأجل الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954، وكان الهدف منه المطالبة بتكريس حق سائقي الدراجات في الحصول على شريط خاص بهم في الطرقات لحمايتهم من حوادث المرور التي تفتك بهم سنويا وفي صمت.
وحول هذا الحق يقول ممثل شركة «ترافيك أنفو» التي تحصلت على اعتمادها في سنة 2017: «تكريس حقّ شريط الدراجات يقودنا نحو جدل كبير لأن تطبيقه يستدعي توفر بنية تحية وشبكة طرقات ملائمة».
وفي سؤال حول الحلول الواجب إتباعها للتخفيض من حوادث السير التي تضرّ بالدراجات أو المركبات ذات العجلتين رد محدثنا قائلا: الحل الوحيد هو التوعية والتكوين، فلابد من مراجعة بيداغوجية التكوين في مدارس السياقة لمنح الرخص لسائقي المستقبل سواء تعلّق الأمر بالسيارات وبالأخص الدراجات التي تتطلّب أن يكون مستعملها أكثر مهارة».
وأضاف الناشط الجمعوي: «لابد من تعليم سائقي الدراجات أمور أساسية بخصوص كيفية توجيه نظره في الطريق وكيفية استباق الأمر فهو ينتبه للراجلين وأصحاب المركبات في الطريق والتحقق ما إن كان صاحب السيارة المقابلة يراه أو لا، وكل المعلومات التي تخصّ السير وهدفنا نحن هو أن نوضح للمواطنين بأن التقيد بهذه المعلومات سيحميهم من حوادث المرور، وحينما نٌصور لهم الحوادث ليس اعتباطيا، بل لنوضح لهم نتائج وعواقبها الوخيمة التي يتحملٌها المجتمع والدولة».
وعرف السباق الوطني المفتوح للدراجات الهوائية التي تمّ تنظيمه بولاية البليدة مشاركة 400 دراجا من مختلف الفئات العمرية، وتزامن مع إقامته عملية توعوية قام بها مخبر أدوية ينشط في محاربة مرض السكري، والذي ركز منخرطيه من أطباء على فائدة رياضة الدراجات على المرضى بالسكري، وذلك بتصحيح اعتقادهم بأنهم لا يستطيعون ممارسة الرياضة بل بالعكس، فإن ممارستها سيقلل آثار المرض على صحتهم ويجعلهم يتمتعون بلياقة بدنية جيدة.