أعيد فتح فندق ميزاب الفخم بمدينة غرداية، والذي يعد واحدا من أقدم الفنادق التي تشتهر بها المنطقة بعد تأهيله وتجديده منذ فترة غلقه التي دامت لمدة 27 سنة، حسبما أفاد به مسؤولي مؤسسة التسيير السياحي بغرداية.
عرفت هذه التحفة الفندقية التي أعيد فتحها في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المباركة، بعد إغلاقها في 1994، أشغال إعادة تهيئة واسعة مع مراعاة طابعها التاريخي والمعماري الذي يمزج بين النمطين المحلي والحديث، كما أوضح مسؤولو هذه المؤسسة.
ورصد غلاف مالي تتجاوز قيمته 300 مليون دج لتجسيد مجموع أشغال إعادة تهيئة وتجديد هذا الفندق العريق، الذي شيد مطلع سبعينيات القرن الماضي بهدف جعل من هذه المنشأة الفندقية قطبا سياحيا هاما للترويج لوجهة ميزاب، مثلما صرح به المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي بغرداية عبد الرحمان صلوحي.
ودشّن هذا المرفق السياحي المصمم من طرف المهندس المعماري ‘’فردينان بوللان’’ غداة الإستقلال، والذي يتوفر على 150 غرفة، ويضمن منظرا عاما على سهل ميزاب في الفترة ما بين 1970 و1972 على أنقاض ما كان يسمى آنذاك «برج غيرود»، الذي كان يستعمله جيش الإحتلال الفرنسي سجنا ومكانا لتعذيب المجاهدين، حسب شهادات حية جمعتها لدى مجاهدي المنطقة.
وقد خصّصت السلطات العمومية في المرحلة الأولى أكثر من 575 مليون دج لإعادة تهيئة وتجديد هذا الفندق القديم المشهور بسهل ميزاب صنف ثلاث نجوم، واستكملت في نوفمبر 2007 أشغال إعادة تأهيل وتجديد هذه التحفة المعمارية التي تتوفر على 300 سرير، وستة أجنحة كبرى وقاعة شرفية وأربعة أجنحة صغرى، إلى جانب مطعم يوفر أكثر من 200 وجبة وقاعتين للاستراحة ومسبح ومحلات تجارية، ولكن دون استغلال تلك المرافق بسبب غياب المستأجرين.
وأدى غلق هذا الهيكل الفندقي بسبب تعرضه لحالة من التدهور التي تطلّبت عملية أخرى لإعادة تأهيله، وذلك برصد غلاف مالي يفوق 300 مليون دج، مثلما أشار صلوحي، لافتا إلى أنه وبالموازاة مع أشغال الترميم والصيانة استفاد عمال مؤسسة التسيير الفندقي من دورات تكوينية لتحسين كفاءتهم.
وشملت أشغال التجديد وإعادة تأهيل هذه الوحدة الفندقية بشكل كامل أنظمة التكييف والواجهات الزجاجية للغرف والجوانب الجمالية للفضاءات المشتركة على غرار المطاعم وبهو الإستقبال وقاعات الندوات والواجهات، وكذا الإشارات الخارجية والتجهيزات الرئيسية التقنية الأمن ضد الحرائق والمطبخ والمسبح وغيرها والهندسة الداخلية.
وستساهم هذه المنشأة الفندقية الفاخرة في تدعيم الهياكل السياحية وقطاع الصناعة التقليدية بمنطقة غرداية، وترقية الوجهة السياحية لميزاب التي تشكل واحدة من الوجهات المفضلة للسياح الأجانب والجامعيين والباحثين في علوم الهندسة المعمارية.