قرية الدريعات بحمام الضلعة بالمسيلة

غاز المدينة، مياه الشّرب والمسالك الرّيفية مطالب السكان

المسيلة: عامر ناجح

ما تزال معاناة قرى بلدية حمام الضلعة بالمسيلة، مستمرة على ضوء انعدام أبسط الضروريات، في ظل تعاقب العديد من المجالس البلدية المنتخبة والشكاوى المقدمة لها، إلا أنها بقيت حبيسة الوعود والبرامج التنموية التي لم تنطلق لغاية اليوم ليبقى  الحال على حاله يروي مظاهر البؤس والحرمان.
 
من بين قرى بلدية حمام الضلعة قرية الدريعات التي يعاني مواطنوها الويلات خلال فصول السنة  نتيجة غياب أدنى المتطلبات الحياة الكريمة، من غاز المدينة وأزمة مياه الشرب التي يصطدم بها السكان في جميع الفصول، ناهيك عن تدني الخدمات الصحية وغياب المرافق الشبابية والمحفزات الفلاحية، دفعت الكثير من السكان إلى النزوح إلى المناطق الحضرية بحثا عن العيش الكريم.
يتطلّع سكان قرية الدريعات بحمام الضلعة، إلى اتخاذ السلطات المحلية إجراءات تنموية من شأنها دفع عجلة التنمية بالبلدية لتوفير بعض الضروريات، على غرار غاز المدينة الذي بات حلما يراودهم كل بداية فصل الشتاء.
المشروع سبق وأن تمت دراسته، غير أنه بقي حبيس الأدراج على الرغم من بلوغ تعداد سكانها الـ 10 آلاف نسمة ليظل بذلك أغلبهم يعتمدون على قارورات غاز البوتان إلا القلة القليلة التي يعتمدون على الحطب في ظل قساوة الطبيعة الجبلية التي تكسوها الثلوج كل شتاء.
فيما يضطر مستعملو قارورات غاز البوتان البحث عن هذه الأخيرة، التي تعرف ارتفاعا في الثمن  كل فصل الشتاء باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار، حيث يصل سعرها إلى 300 دج للقارورة الواحدة، الأمر الذي أفرغ جيوبهم، خاصة بالنسبة لمنعدمي الدخل الذين لا يستطيعون تحمل مصاريفها.
تعتبر قرية الدريعات ثاني تجمع سكني بعد مركز البلدية، إلا أن سكانها يعانون ندرة مياه الشرب في ظل تجميد مشروع حفر بئرين إرتوازيين بكل من الفوانيس والدار الصغيرة ممّا فاقم من الأزمة في  القرية التي تنام على خزان مائي هائل، حيث تمول الكثير من بلديات الولاية بالماء الشروب، خاصة وأن طريقها تعرف حركية كبيرة من طرف أصحاب الصهاريج.
بالإضافة إلى مشكلة تدني الخدمات الصحية بقاعة العلاج، التي تم تحويلها لثكنة للحرس البلدي خلال العشرية السوداء، وتم تحويل ملكيتها للجيش الشعبي الوطني لتبقى هيكلا بلا روح، في الوقت الذي كان قبلها مشفى يقصده مواطنو القرية  للعلاج، ومما زاد الوضع سوءاً قاعات العلاج المغلقة كقاعة الدار الصغيرة، الأمر الذي أجبر المواطن للتنقل لعاصمة البلدية من أجل حقنة  دواء.
وفي الجانب الفلاحي، تمتاز منطقة الدريعات بأراضي فلاحية جد خصبة كانت ولازالت معقل العديد من المحاصيل الزراعية والخضروات كالتين الشوكي، الزيتون والتين، إلا أن صعوبة المسالك عطّلت الكثير منهم عن خدمة الأرض وسقي محاصيلهم، وهو ما دفعهم إلى المطالبة في عديد المرات بشق العديد من المسالك الفلاحية بهدف تسهيل وصول الفلاح للمشاتي، خاصة وأن المنطقة لم تعرف أي عمليات شق للمسالك.
في ما ينتظر شباب القرية هو الآخر تدخل السلطات لأجل برمجة مرافق  شبابية على غرار  الملاعب الجوارية ومراكز ترفيه ليقضوا وقتهم فيه، في ظل البطالة الخانقة التي يعاني منها جل شباب القرية والبلدية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025