تواصل أسعار مادة البطاطا تحطيم الرقم القياسي من حيث السعر الذي لم ينزل عن 100 دينار للكلغ الواحد وأحيانا قارب 120 دينار في بعض المناطق بأسواق ونقاط البيع بولاية بومرداس، رغم كل التطمينات بإعادة التوازن للسوق عن طريق الاستنجاد بالمخزون الرئيسي للولاية المقدر بـ 16 ألف طن متواجدة حاليا بمراكز التبريد التي يشرف عليها 10 متعاملين تربطهم اتفاقية تعاون مع مديرية المصالح الفلاحية.
تحولت وضعية التعاملات التجارية وضعف التحكم في مسار أسعار الخضروات وبعض المواد الرئيسية ذات الاستهلاك الواسع على رأسها مادة البطاطا بأسواق بومرداس، إلى صداع يؤرق القائمين على النشاط التجاري و الفلاحي بالولاية، بسبب غياب الآليات الكفيلة بإعادة التوازن لوضعية السوق الذي خرج عن السيطرة، ومحاولة ترتيب أمور هذه الشعب المنتجة المعروفة محليا بقيمتها الاقتصادية المضافة، بالنظر إلى الطابع الفلاحي للمنطقة وقوة حضورها في مختلف المنتجات.
وأمام حالة القلق التي تنتاب المستهلك أمام الارتفاع المطرد لأسعار الخضر والفواكه، اللحوم البيضاء بالأخص مادة البطاطا التي حطمت كل الأرقام القياسية منذ سنوات، حاولت مديرية المصالح الفلاحية التدخل لإعادة الاستقرار للسوق والاستنجاد بكمية المخزون الاستراتيجي المقدر بـ16 ألف طن بهدف تكسير الأسعار وخلق نقاط للبيع بسعر مرجعي يقدر بـ50 دينار.
وقد كشفت مصادر من مديرية المصالح الفلاحية عن استخراج 1500 طن منذ بداية العملية، مع اقامة نقاط للبيع مباشرة للمستهلك، لكن تبقى هذه العملية محدودة جدا ولم تتجاوز نقطتين الأولى بعاصمة الولاية والثانية ببلدية قورصو حسب ردود فعل المواطنين الذين تحدثوا لـ»شعب عن هذه المبادرة.
في وقت ينتظر المواطن في باقي البلديات تعميم هذا الإجراء، أو على الأقل وضع نقطة في كل دائرة للتخفيف من معاناته اليومية خاصة بالنسبة للعائلات المعوزة التي عجزت عن تلبية حاجيتها من بعض المواد الأساسية بالسعر المتداول حاليا.
خـلل في تمـوين نقاط البيـع بالخضـروات
شهدت معظم نقاط البيع وطاولات الخضر والفواكه ندرة كبيرة في السلع منذ مساء الجمعة ببلديات بومرداس بالأخص الشرقية منها التي يتم تموينها من سوق الجملة لولاية تيزي وزو بسبب إضراب تجار السوق على خلفية حجز كميات من مادة البطاطا لغياب الفوترة حسب تصريحات الباعة الذين تحدثوا لـ»الشعب».
وفي جولة لعدد من المحلات التجارية المتخصصة في الخضروات، وجدنا أغلبها مغلقة والبقية اكتفت بكمية قليلة من السلع المخزنة وفي حالة رديئة، مع ذلك كان الإقبال عليها من قبل المواطنين خوفا من استمرار الإضراب وحدوث خلل في عملية التوزيع.
كما شهت المحلات مساء الجمعة حالة إقبال كبيرة لاقتناء مادة البطاطا المعروضة وبسعرها الحالي بعد الترويج لعملية المراقبة على سوق الجملة وحجز كميات منها من اجل إعادة توزيعها بسعر 50 دينار، وبالتالي زادت أزمة البطاطا ضغوطا أخرى للمستهلك الذي لم يصحو بعد من صدمة ندرة زيت المائدة، واستمرار سعر الدجاج في الصعود، حيث وصل سعره بالجزارات إلى 530 دينار، رغم استقراره النسبي في سعر الجملة لدى المربين عند سعر 360 دينار وفق روايات بعض الفلاحين المتخصصين في تربية الدواجن.