حلم يتحقّق بعد سنوات من الانتظار

ترسيم المستشفى الجامعي 240 سرير بمستغانم

مستغانم: غانية زيوي

تمّ ترسيم مستشفى خروبة الجديد 240 سرير بمستغانم كمستشفى جامعي وفق المرسوم التنفيذي رقم 21-397 الصادر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية (رقم 80 لسنة 2021)، والذي يحدّد قائمة المراكز الاستشفائية الجامعية الملحقة بالمرسوم التنفيذي 97-467 وقواعد إنشاء المراكز الاستشفائية الجامعية وتنظيمها وسيرها.
صدور قرار إنشاء المركز الاستشفائي الذي ظلّ حلما بالنسبة للمستغانميين الذين عانوا كثيرا ولسنوات طويلة من تدني الخدمات الصحية، ومن التنقل إلى المستشفيات المجاورة، خاصة مع تدهور الخدمات يوما بعد يوم على مستوى مستشفى عاصمة الولاية «تشي غيفارا» و»مصلحة الاستعجالات الطبية بتيجديت» لقدم الأجهزة الطبية وسوء التسيير والمعاملة، وبالتالي دخول المستشفى حيز الخدمة من شأنه وضع حدّ للعجز الذي يعاني منه قطاع الصحة بالولاية.
كما يعد هذا المكسب الصحي الهام مرفقا إضافيا في النشاط الجامعي، حيث سيمكن طلبة كلية الطب بإجراء تربصاتهم التطبيقية بدلا من التنقل إلى وهران.
وعليه، سيصبح هذا المرفق الصحي نموذجا رائدا في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وقدوة في مجال العلمي الأكاديمي والجامعي نظرا للإطارات الوطنية ذات الكفاءة العالية التي ستشرف على مختلف مرافقه وأجنحته، في انتظار دخوله حيز الخدمة وتخفيف الضغط على القطاع.
وفي هذا الصدد، عقد والي الولاية، عيسى بولحية، اجتماع تنسيقي حول الترتيبات لدخول هذه المنشأة الصحية الهامة حيز الخدمة، بحضور كل المعنيين من مدير الجامعة ومدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ومدير التجهيزات العمومية ورئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب ومدير المؤسسة الاستشفائية «ارنستو شي غيفار» والمراقب المالي وأمين الخزينة الولائية.
وبعد الاستماع إلى تقرير حول وضعية وجاهزية هذا الهيكل الصحي أعطى الوالي تعليمات للمسؤولين المحليين تخصّ جودة تسير وتنظيم العمل داخل مختلف أجنحة ومرافق المركز الاستشفائي وضمان خدمات صحية ذات نوعية جيدة للمرضى، خاصة وأن المستشفى مجهز بأحسن التجهيزات الطبية الحديثة ذات مواصفات عالمية.
كما أكد عيسى بولحية على ضرورة أن يكون المركز الاستشفائي الجامعي لمستغانم مثالا يحتذى به في مجال التكفل بالمرضى وقدوة في التكوين الطبي العلمي والبحثي لطلبة كلية الطب بجامعة مستغانم.
فيما أعطى تعليمات لمباشرة إجراءات اقتناء ثلاث سيارات إسعاف لفائدة مستشفى 240 سرير بخروبة وهو ما سيدّعم المنشأة الحديثة.
 
إعادة فتح المسجد العتيق بمزغران بعد ترميمه
تمّ إعادة فتح المسجد الأثري العتيق لقلعة مزغران «مسجد السيدة خديجة أم المؤمنين» الذي خضع لعملية ترميم واسعة دامت لأزيد من سنتين.
يقع مسجد السيدة خديجة في أعالي مزغران ولاية مستغانم، شُيّد هذا المسجد نهاية القرن العاشر ميلادي في عهد العثمانيين، وهذا من خلال كتابات المؤرخين، خاصة ما ذكره الجغرافي «أبو عبيد البكري» في كتابه (المسالك والممالك) حيث حدّد مزغران وموقعها وما يوجد بها من مساجد وذلك سنة 1184.
وبعد الاحتلال الفرنسي للجزائر تمّ الاستيلاء على المسجد 1841 وتحوّل إلى كنيسة، حيث أدخلوا عليه تغيرات مسّت الأقواس والزخارف واستغله الأوربيون لأداء طقوسهم الدينية إلى غاية استرجاع الجزائر سيادتها، وبعد الاستقلال أرجع إلى وظيفته الأصلية كمسجد على صومعته البديعة ذات الطابع المعماري الكنائسي، علما أنه لم يحمل اسم السيدة خديجة حتى بعد الاستقلال.
تمّ تسجيل المعلم التاريخي والديني ضمن قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية لولاية مستغانم سنة 2018، نظرا لأهميته المعمارية والتاريخية ومكانته الأثرية، والذي يعتبر شاهدا على مختلف المراحل والأحداث التي مرّت بها المدينة.
وكان هذا الصرح الديني الهام شاهدا على معركة مستغانم التي وقعت بين الجزائريين والأسبان (أوت 1558) معركة مزغران بين جيش الأمير عبد القادر والحامية الفرنسية بقيادة لوليافر (فيفري 1840)، فضلا عن أهميته الدينية ودوره في نشر الثقافة الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم وتدريس الفقه والحديث خلال الحقبة العثمانية (1516-1830).
ومع مرور الوقت أضحى المسجد في حالة يرثى لها خصوصا من تأثيرات الرطوبة التي تسببت في عدة أضرار طالت بعض الجدران والأسقف وتصدأ أنابيب الصرف الصحي والإضافات والإصلاحات العشوائية التي شوّهت النمط العمراني الإسلامي الأصيل، ما استدعى الأمر تدخل السلطات المعنية وحماية هذا الصرح الديني التاريخي من الاندثار.
هذا وتمّ تدشين المسجد الأثري مؤخرا من قبل السلطات المحلية بعد عملية ترميم واسعة دامت ما يزيد عن سنتين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024